الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد المذكوري: مخيمات 2022...مخيمات الفرصة الضائعة

محمد المذكوري: مخيمات 2022...مخيمات الفرصة الضائعة محمد المذكوري

دخلت مرحلة التحضيرات اللوجستيكية للمخيمات الصيفية مرحلة العد العكسي، وأمام الأمر الواقع الذي فرضته نتائج الجائحة، وعدم اتخاذ الوزارة المعنية في الوقت المناسب القرارات اللازمة للتحضير. ولا ادل على ذلك عدم اتخاذ اي قرار حول فتح دورات تدريبية، علما بأن المخيمات مرتبطة بشكل وثيق بمجموعات الشباب الذين ينخرطون فرادى وسماعات في عمليات تأطير المخيمات تطوعا ودونه، هؤلاء يجتازون ما يعرف بسلسلة تداريب- بما عليها من مؤاخذات - تحضرهم لهذه الأدوار، التي وجبت مراجعتها، ولم تقم هذه اللقاءات من قبل الجائحة.

تلك الوزارة التي لا نستمع إلى مواقفها الا عبر مناقشات فضفاضة تحت القبتين بشارع محمد الخامس بالرباط.

ولقد نادى العديد من المهتمين والاطارات المهتمة كليا أو جزئيا بالمخيم بضرورة مراجعة مواقف أو لا مواقف، نسجلها اليوم، للتاريخ، على انها من المعلقات وليس من المسلمات: والتي تحتاج الى مراجعة شاملة وجذرية.

- مرسوم المخيمات: مرسوم رقم 2.21.186 بتنظيم مراكز التخييم التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب، والذي يقدم من طرف بعضهم كأنه فتح مكة، ونسجل مرة أخرى أن تهرب الوزارة من مسؤولية الإشراف على كل مخيمات ومصطافات الأطفال هو تهرب من الدور الحقيقي للدولة في التأطير والمراقبة، وسنرى تسيبا في الميدان تتدخل فيه من بعد سلط لا علاقة لها بالميدان الا من قبيل الإشراف وتنظيم أو إبعاد "الفراشة". عندما يتكاثرون في أزقة المدن والأسواق.

-انطلاق المخيمات: تضارب في التواريخ، بين العطلة الصيفية الرسمية وانطلاق المخيمات، ومعالجة الموضوع بالتغاضي عن ضرورة تنسيق الأمر رسميا في إطار حكومي عوض إقرار تواريخ متداخلة، أدت من جهة أخرى الى النقطة الثانية الآتية،

-مخيمات 10أيام: لقد فرضت عقلية احتساب الأرقام وتضخيمها حل تقليص ايام التخييم إلى أن بلغت هذه السنة عشرة أيام وسيختتم هذا الصيف بمرحلة تخييم بسبعة أيام! ضدا على كل المواقف البيداغوجية التي استمرت لقرن من الزمان وهي تدافع عن مراحل من ثلاثة أسابيع تفيد في تغيير الطقس ونمط الحياة...، ولن نستغرب مقترح البعض بمخيمات الثلاثة إيام، وقد اطلعنا على دعاية لمخيم بيوم واحد!

-بعد صدور المرسوم إياه توضح أنه من الصعب الحصول على فضاءات أخرى لتنظيم المخيمات حيث سيكتفي القطاع الحكومي (شباب) بمراكزه ولن تتم تعبئة فضاءات أخرى ممكنة كالمدارس وملاعب القرب والفضاءات الاجتماعية...

-مخيمات طاولات وكراسي المقاهي البلاستيكية: انها التجهيزات التي تفتقت عنها عبقرية بعض المسؤولين الذي لا يتقنون الا المناقصات والمزايدات والطلبيات، باستبدال طاولات تحتمل تناول الاكلات وتنشيط بأنشطة يدوية وتحتمل أكثر التخزين والتنقيل، ولا يفقهون شيئا في التغيير الضروري للحياة ومن ذلك مشاركة الجماعة حتى في الجلوس بكراسي تعيش اعمارا طويلة ولا تضر بالبيئة كذلك، عوض كراسي فردية غير مناسبة حتى لقامات الأطفال أنفسهم.... بالإضافة الى تلويث المنظر الطبيعي للفضاءات بألوان متنافرة وبقايا البلاستيكية لها بعد تحطمها السريع،

-مخيمات تغذية الاعراس والجنائز: وسنرى كيف ستتم عمليات التتبع والتدبير اليومي تحت ضغط تدبير الوقت وبرامج التغذية ونقل الاطعمة وتحضيرها وتقديمها، وقد أعلن عن برنامج متكامل ومتوازن وارفع من منح التغذية اليومي، فكيف سيتم التعامل مع السلوكات التجارية الصرفة والابتزازية للعديد من الممولين! لقد كانت المطابخ والمطاعم داخل المخيمات وسيلة تربوية بامتياز تعلم التعاون والمشاركة وتقاسم المسؤوليات وتغيير نمط الحياة، وإن سجل سوء تدبير البعض فلقد كان من الممكن اتخاذ تدابير زجرية من جهة ولقد كان سبب ذلك قبول العديد ممن ليسوا من العاملين الممارسين والمجربين، وما كان يجب معاقبة الجميع ،

-مخيمات الكراجات: وهي الوسيلة التي سيبتز بها اصحاب الحضانات والمرتزقين الأسر التي لا تجد حل لأطفالها في عطلة بدون سفر، بعمليات نسخ والصاق صور جميلة ومبهرة على صفحات التواصل الاجتماعي، بأثمان خيالية بدون مراقبة،

-مخيمات الارتزاق: وفي ترسيم مرسوم المخيمات بدون تحديد مسؤولية مراقبة مخيمات القطاعات الحكومية وشبه حكومية والخاصة، ولا معيرة أنماط التدبير لها، ستعرف الكثير منها انزلاقات في اسناد مهام التدبير والتسيير البيداغوجي وحتى المالي، ولو أن بعض القطاعات تنظم هذه الأنشطة بأنظمة داخلية، يراعى في أغلبها الريع وتقسيم الغنائم...

نعم لمخيمات 21 يوما

نعم لمخيمات الحياة الجماعية والتضامن والتشارك في أدوات التغذية والتنشيط

نعم لمخيمات العيش المشترك وتقاسم المسؤوليات والتعود على المشاركة والمهام الجماعية

نعم لمخيمات بتأطير تربوي مسؤول

نعم لفتح فضاءات القطاعات الحكومية والشبه حكومية والخاصة الصالحة لإقامة المخيمات واستقبال وإقامة الأطفال والشباب وتنشيطهم الجماعي،

نعم لتنويع عروض المخيمات مخيمات بسفر وأخرى بدون سفر وأخرى للقرب وأخرى تنشيط متخصص... بمعايير وضوابط بيداغوجية وأهداف تربوية بدون حسابات تجارية،

نعم لتطوير دور الدولة - بمفهومها الشامل- في الإشراف على المخيمات ومراكز اصطياف واستقبال جماعات الأطفال والشباب واسناده الى المختصين وفق معايير قانونية وتربوية واضحة وهيئات لها اختصاصات واضحة في التدبير والتسيير بحكم القانون وهيئات تربوية فاعلها لها تجربة ووضوح وقدرة على التعبئة والتوجه نحو المستقبل،

ستمر هذه السنة وسيتم التركيز على الاعداد والمنح والمراكز وستتم صراعات بين كثير من الجهات، وستظل هذه المطالب معلقة الى موعد لاحق، كلنا أمل في هذا الوطن أننا سنخلف موعدا أضعناه بحسابات ضيقة ورؤى قصيرة.