الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

غريب: اختيار الكاف ملعب محمد الخامس لاحتضان المباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا واللغو المصري 

غريب: اختيار الكاف ملعب محمد الخامس لاحتضان المباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا واللغو المصري  يوسف غريب
فاز الملف المغربي بأغلبية الأصوات، ليستقر اختيار ملعب محمّد الخامس من طرف المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم  لاحتضان  المباراة النهائية لعصبة أبطال إفريقيا…وصادف هذا الاختيار تأهل وداد الأمة والنادي الأهلي المصري.. هذه الصدفة أيقظت الكثير من اللغو لدى الجيش الرياضي المصري حتّى تحولت مع توالى الأيام إلى وجبة يومية عبر كل المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي وعلى مدار الساعة فلا حديث إلا على هذا الإختيار الفاقد لمبدأ تكافؤ الفرص بين الفريقين..
 
والتركيز على امتياز أصحاب الأرض.. أي المغرب.. وبما أنّ هذا اللغو مصري المنشأ فهو طبيعي جدّاً باعتباره امتدادا لأسلوبهم وطريقة لعبهم لتحقيق غاياتهم ولو كانت خارج القانون والمنطق.. والسؤال الذي يتم الهروب منه في كل هذا اللغو هو هل هذا الإختيار تمّ وفق القوانين والمساطر المنظمة لذلك أم العكس!!؟ 
وبالرغم من أن الإجابة قد تمت وبالوثائق طبعا فما زال اللغو مستمرّاً هناك حد مطالبة فريق الأهلي برفع القضية إلى المحكمة الرياضية.. وآخرها هذا اليوم هو التفكير في الإنسحاب وعدم السفر إلى البيضاء.. 

أعتقد شخصيا بأن هذه الفتاوى فيها إهانة للفريق الأهلي المصري صاحب الألقاب الثقيلة والكثيرة.. وهو يعيش حالة خوف من مقابلة عادية خارج ميدانه.. علما أن اللعبة نفسها وفي بعض المقابلات لا تخلو من مفاجأة ، فقد تنتصر خارج الميدان وتنهزم وسط جمهورك.. 

هذا اللغو كله إهانة وتصغير للفريق المصري.. لاغير.. اللهم إذا كانت تلك الألقاب قد حصّل عليها بمجهودات أخرى لا علاقة لها بأرجل اللاعبين الأهلويين.. وهذا بيت القصيد مادام ملف اختيار ملعب محمد الخامس هو موضوع الساعة والدقيقة..ونقول للذين يحاولون ان يجرّوا النقاش إلى عنوان آخر هو انعدام العدل في هذا الإختيار!!.. ووقع هذه الكلمة في تهيبج انفعالات جماهير الفريق وغالبية الشعب المصري ودغدغة مشاعرهم كما يتضح من خلال التعليقات وتدوينات بمواقع التواصل الإجتماعي.. وهنا يكمن التضليل الخطير إذ يوحي ذلك وبشكل ضمنيّ إلى تواجد جهة ما عطلت تحقيق العدل وتكافؤ الفرص.. وبشكل صريح يتم ربط هذا الإختيار بعضو الكاف والفيفا بالمغربي فوزي لقجع ليلتقطها المهرج حفيظ دراجي الجزائري ويصيغ لها عنوانا ( إنقذوا كأس عصبة الابطال من  الإختطاف!؟)..

أوّلاً إلى كل هذا اللغو المصري العدل مفهوم وليس قانون.. واللعبة في كرة القدم تخضع لقوانين ومساطر يجب اللجوء إليها كآلية تنظيمية.. يجب تطبيقها كماهي بما يحفظ حقوق كل المتنافسين.. يجب الإنضباط إليها واحترامها والإلتزام بنتفيذها.. وبس.. والمشرع فتح باب الطعن في المساطر اذا اخترقت او حُرّفت.. . وبس) باللهجة المصرية ( ومريضنا ماعندو بأس) بلهجتنا.. 

فالمشرع يضع هدف الوصول إلى العدل وتكافؤ الفرص بين الجميع لكن في أجرأته قد تقع تفاصيل صغيرة لعرقلة تحقيقه.. وقد لا نذهب بعيداً ففريق الأهلي فاز أمام الرجاء البيضاوي بقوانين اللعبة عبر ضربة جزاء خيالية  وليس بقوانين العدل ..نفس الشيء  حصل لحسنية أكادير مع الزمالك والكرة تجاوزت خط المرمى بامتار كما قال فوزي لقجع.. وانضبطت فرقنا لقانون اللعبة.. لكن الخطير في كل هذا اللغو هو تصريحات مسؤولين سابقين عن امتيازات خاصة للفرق المصرية عبر شبكة الحكام المرتشين  وخاصة في المسابقات القارية وافضلية الإختيار  بين الحصول على ضربة جزاء في الربع الساعة الأولى من المباراة أو بعد نصف ساعة من انطلاقتها. من فم المسؤلين هناك بارض الكنانة وقبل أربعة أيام دون أي رد اونفي او تكذيب.. 

في نفس السياق يأتي ذاك التسجيل الصوتي لمسؤول نادي الترجي التونسي.. هذا البوح هو نقطة ضوء جد إيجابية ستدفع كل الاتحادات الإفريقية ان تفتح نقاشا حقيقيا لتطهير وتنظيف الكاف انطلاقا من تغيير مقرها أولا..هذا اللغو المصري أيضاً أظهر بشكل جليّ وواضح بعض الطفيليين الذين حشروا أنوفهم في ما لا يعنيهم بالمرة.. كالدراجي وابواق الإعلام الجزائري.. 

هذا اللغو أظهر أيضاً قوة بلدنا الآمن حيث جودة البنيات التحتية الرياضية.. ولا من حيث مصداقية ونزاهة قيادتنا داخل الأجهزة قاريا ودوليا.. ونظافة تنافسية أنديتنا وفرقنا الرياضية.. نعم لم نعد صغارا اليوم.. وكل هذا الضجيج ما هو إلا خوف من هذا التطهير القادم بقيادة فوزي لقجع المغربي.. 

لذلك صوّتت  للمغرب أكثر من ثلثي الإتحادات الإفريقية بما فيها ممثل مصر...قريبا سينتهي هذا اللغو ويبدأ الكلام عن التطهير بعد كل هذه الفضائح.