الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: لا تقتلوا شيرين مرتين ..

أحمد بومعيز: لا تقتلوا شيرين مرتين .. أحمد بومعيز
نعلم علم اليقين أن آلة القتل كانت ولا زالت جاهزة في فلسطين ..
ونرى الشهداء بالتوالي عين اليقين..
 وشيرين ليست الشهيدة الأولى، ولا، ولن يجزم عاقل أنها قد تكون الأخيرة في موكب من غابوا قبلها رصاصا هناك .. 
وللقناص كل الفرص السانحة وفق مزاج القتل المباح، وللزند رعشة الأصبع الآتم بسليقة القتل المستباح.. 
ولشيرين نصيب في ملحمة من هبوا لحتفهم باسمين.
لكن، الغدر تم وكان ، معرفا معروفا ، مبررا مصكوكا ،تابثا بينا ومثبتا ،معلنا جهرا ظاهرا ،ومنتشرا ومعللا ، وفق التأويل ..
غدر أهل القبيلة أشد من القتل ، 
وغدر دوي القربى أشد مضاضة وأقسى وأقصى من رصاصة قناص كان يؤدي مهمته بمهنية واحتراف ..
غدر وفتاوى أهل كهف القبيلة أشد مرارة ووجعا من القتل يا شيرين ..
فها هم في ظلام كهفهم يبحثون عن شرعنة قتلك ،ويمنون عليك ويجادلون في شأن دعاء شفوي حاف وجاف وعار .. 
لن يترحموا عليك يا شيرين ،وها هم ينازعونك حتى في حقك الأخير في تبوث ويقين الشهادة..
هم في كهفهم هنا وهناك يقتلونك ،وأنت الشهيدة الشاهدة من الهنا إلى الهناك ..
هم أهل الظلام يثبتوا علنا أنهم بالفعل وبالإصرار والترصد ،أنهم أشد فتكا وقسوة من قناص أتقن حرفة القتل ..
هم يا شيرين يحبون القتل في القتل وبعد القتل ..
هم القتل المضاعف ...
فيا شيرين اغفري ،،!
ولنا كل العزاء ،
ولنا فسحة من حياء ، 
كي نعتذر لك بالتفصيل والجملة، بدلا، 
عن الرصاصة القاتلة ، 
وعن القناص الممتهن لحرفة القتل ،
وعن غدر أهل كهف القبيلة الجاحدين.