في كل موسم دراسي، ومباشرة بعد الإعلان عن نتائج الجهوي، تتعالى أصوات التلاميذ والتلميذات واولياء الامور وكذا مدرسي مادة الاجتماعيات المعترضين على تدني النتائج، كما حدث في الموسم الدراسي الفارط في امتحان مادة الاجتماعيات التي خلقت جدلا في اوساط المدرسين. فالاخطاء في امتحان مادة الجغرافية كانت عديدة منها كثرة وثائق الجغرافيا التي بلغ عددها خمسة واغفال كتابة سطر في الوثيقة الأخيرة ناهيك عن إدراج موضوع وباء كورونا غير المقرر في الإطار المرجعي لمادة الاجتماعيات والكتابة غير الواضحة وصعبة القراءة..
لقد خلفت نتائج مادة الاجتماعيات في الموسم الماضي استياءا وتذمرا في صفوف عديد من التلاميذ والتلميذات وكذا أولياء الأمور ومدرسي مادة الاجتماعيات. فقد وصف اخد التلاميذ النتائج بكونها صادمة وكارثية ولا تطابق الواقع ولا تتناسب مع مستوى التلاميذ كما خلفت نتائج مادة الاجتماعيات اثرا كبيرا على الحالة النفسية للتلاميذ وبتث فيهم الخوف والقلق منا جعل العديد منهم يصفون مادة الاجتماعيات ب: la bête noire.
والغريب في الأمر، لم يكن الامتحان الجهوي بجهة الدارالبيضاء سطات كباقي الجهات، مما يطرح سؤالا عريضا: أين هو مبدأ تكافؤ الفرص؟ ومن الغريب كذلك، ان يتم اعداد أوراق الامتحان دون مراجعة من تحت انظار اللجنة المشرفة على وضع اسئلة الإمتحان.
في كل موسم دراسي، ينتاب التلاميذ نوع من الإضطراب والقلق من مادة الاجتماعيات، لأن الأخطاء تتكرر على مستوى الوثائق وكذلك عناصر الإجابة وكأن الأمر مقصود.علما بأن كثافة المقرر الدراسي لا تتناسب مع المعامل coefficient الذي لا يتجاوز 2..
ومن بين أسباب تدني نقط مادة الاجتماعيات التي يحصل عليها التلاميذ والتلميذات، مزاجية بعض المصححين وحالتهم النفسية وسرعة تصحيحهم لأوراق الامتحان من دون تريث.
لقد أصبح الامتحان الجهوي لمادة الاجتماعيات على وجه الخصوص مشكلة تتكرر في كل موسم دراسي. ومصدر احباط عديد من التلاميذ.
لقد تحول الامتحان الجهوي لمادة الاجتماعيات إلى كابوس يغتال أحلام تلامذتنا اذ اضاع الكثير منهم أهدافه نتيجة صعوبة الأسئلة وكثرة الوثائق وضبابية عناصر الإجابة من جهة، وغياب المراس والتجربة والأهلية لدى بعض المصححين.
اقول في ختام هذه الإضاءة التربوية، على اللجنة المشرفة على اعداد مواضيع الجهوي لمادة الاجتماعيات تحري الدقة في طرح الأسئلة وتجنب الوثائق المترجمة في مادة التاريخ (كما وقع في الموسم الدراسي الفارط) وايلاء عملية التصحيح الاهتمام الكبير، خدمة لمصالح لابنائنا اجيال المستقبل.