الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

نزهة مجدي: كرامة أساتذة التعاقد أثمن من كسرة الخبز وأثمن من الحرية

نزهة مجدي: كرامة أساتذة التعاقد أثمن من كسرة الخبز وأثمن من الحرية نزهة مجدي
سقطت عبرة من عيني والدتي، نطقت بصوت مبحوح بعد ليلة سوداء من النحيب والبكاء: هل سيحتجزونك خلف القضبان؟ هل ستقضي رمضان في المنزل أم في السجن؟ هل سيعتقلونك الآن ام بعد جلسات استئناف الحكم؟! أهناك أمل في البراءة؟!

ابتسمت ونظرت إليها بحب: هناك أمل في كل شيء مادمت أتنفس الحرية يا غاليتي! وإن سجنت يا جنتي انها فقط ثلاثة أشهر ستمضي بسرعة، سأهتم حينها بنظارة بشرتي و أخسر الوزن الزائد وأعود إليك أجمل مما كنت عليه! . سأحفظ رقم هاتفك حتى أتصل لأطمئن عليك كلما أتيحت لي الفرصة! ولن أشعر بالملل، فالسجون أصبحت مزودة بجهاز التلفزيون! سأشاهد المسلسلات وأكون علاقات طيبة مع السجينات! سأكتب عن كل ليلة أقضيها بعيدا عنك يا فراشتي، فأنا أقوى من أن تكسرني بضعة أشهر خلف القضبان!. سأتمم قراءة رواية مذلون مهانون لدوستوفيسكي! وقد أتطفل على أدب السجون حتى لا أشعر أنني وحيدة.

إنها محاولة بئيسة لأزرع الورود بزوايا جدران السجون التي تظل سجونا! حتى لا تصابي أماه بالشجن، إلا أنني لست خائفة أماه ولا نادمة، لأن الكرامة أثمن من كسرة الخبز وأثمن من الحرية، وأينما وجدت مظاهر الاحتجاج السلمي الحضاري ظهر السجان ليبيد الحياة السياسية للمواطنين، ويعتقل كل صوت حر يهدد استقرار المؤسسات، وقد يسرقون ثلاثة أشهر من ربيع شبابي، لكنهم لن يسرقوا مني عزيمتي وإصراري على التمسك بحقوقي الدستورية كغيري من أبناء هذا الوطن المنسي الذي استوطن فيه الجور في كل شبر من ترابه المقدس، ولن يسرقوا إرادة كل أستاذ فرض عليه التعاقد يسعى لتكسير قيود العبودية والإذلال والخنوع، يسعى ليثبت أنه مغربي الجنسية ويستحق أن يعيش بكرامة وفي أمن واستقرار وظيفي. 
ويكفيني أن كل الضمائر الحية تؤمن أني بريئة حكم عليها بتهمة أستاذ ببلد عربي صنف مهنته بأسفل الهرم الإجتماعي، وأعدم كينونته إعلاميا واقتصاديا واجتماعيا، وجعل منه عدوا للمواطنين يُنظر إليه بدونية واستحقار!