الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف بردة: عاشق العيون الزمردية

عبد اللطيف بردة: عاشق العيون الزمردية عبد اللطيف بردة
جميلة ومتلهفة كذلك تبدو قارئة فنجاني
هكذا تريد الاطلاع على حظي التعس
أخذت ملهمتي مني قدحي فتوقعت لي يوما بلا غدي
جلست وضلت تنظر إلى والخوف يغزو قلبي
اخدت قدحي قلبته رأسا على عقب
قبلته ثم بدأت تقرأ وكان في قعره أحرف كتبت من نار ودخان
صديقي قالت لا تحزن أن مصيرك خطط له مند الازل
لن تذهب بعيدا هنا قد حدد مصيرك بين قوسين
كل من سيموت من أجل الحب لن يكون إلا شهيدا
وكل من يضحي بنفسه من أجل المحبوب لن يموت هباء؟
لقد رأيت الكثير
اختلطت بالشعوب وغزوت المدن
سمعت الغريب لكني لم اضطلع ابدا على مثل هذه القصة العجيبة
والحقيقة أن مصيرا يشبه مصيرك يستحق أن يدون في رواية غرائبية بأحرف من ذهب
والحقيقة فكل من يرمي بنفسه في قعر البحر من أجل المخاطرة والله لمجنون؟
إن من يجرؤ على ذلك والله لعاشق
حياتك لغز محير يا صديقي هكذا قالت والدموع تذرف على وجنتيها
قصتك كتبت بالدموع ومن لهيب قلب يحترق
أنك الآن محاصر من كل جانب
جاثم انت بين الريح والنار
تستريح بعد كل مغامرة وعلى الرغم من كل العناء تقاتل
ستقاتل وتصمد لمواجهة اكبر تحدي عرفته في حياتك
وقد تواجه الرياح والرعد والإعصار بابتسامة
الحب سيظل يا رفيق مصيرك النهائي
هيا ، أمسك ذلك الرمح أي رمح كيوبيدون وإلا سيحطم قلبك
إنني لأعلم ضحكتها كانت لحنا وثغرها وردة
كانت الغجرية ترقص وتتلاعب بخصلة شعرها ومن دون أيتها كلل تداعب غرائزك الملتهبة
اعلم ايها الفتى إن كيوبيد يؤذي وليس لديه شفقة
سمائك أراها الان بلا نجوم وطريقك محاطة بلهيب حارق
قلبك النائم سائح في قصر بأسوار بألف باب
فكل من يجرؤ على دخوله لن يخرج ابدا
وقد يواجه كل المخاطر بقلب جامح
من يجرؤ على طلب يدها سيطرق من دون جدوى كل الأبواب
من يجرؤ على القفز من حائط حديقة أعلى من أسوار بابل ؟
من يحاول إغواء العيون التي حطمت قلوب الأمراء والملوك وكل الشعراء الصعاليك ؟
أعلم أنك أيها الفتى لازلت تبحث عن عطرها
وانك مثل هذا القبطان المجنون ستجرؤ على المحال للحاق بها من وراء البحار والجزر
بدون خوف وبدون لوم ستعانق أمواج البحر القاسي
وستسأل في كل مكان عن عنوان حورية البحر
ستطرق كل باب بحثا عن أثر خطواتها وستذهب بعيدا حتى ابعد من الخيال
ستسأل الشيطان ابليس وملك الجن تعويذه الحب للفوز بقلبها
و من رحلة بحرية إلى رحلة برية
بحار مغامر ستذهب إلى جزر بعيدة نائية لم تطؤها قدم
وستعود يوما مكسور القلب
وستعرف بعد طول العمر أن القدر قرر كل شيء
هكذا سيتحول حزنك إلى لغز محير
بالرغم من أنك قررت المقاومة
هذه المعركة كانت قدرك المحتوم
حبيبتك ستصمم رغم كل عناءك على تركك وحيدا تقاوم الرياح والأعاصير
وهذا لم يكن ليكفي لإطفاء شعلة الحب في قلبك
يا رفيق الدرب كن قاسيا واصطبر
إنني لأعلم عنك كل شيء
لا تحاول طي صفحة العشق
ليس هناك في ألأرض حيلة أو تعويده تستطيع إن تنسيك لهفة الحب
وليس هناك من قد ينسيك العيون الزمردية
تذكر واكتب قصيدتك المتيمة لعل ينسيك الحرف الجائر ألم الفراق الذي لا يطاق