لم يعد ممكنا الاستمرار في أسلوب ضبط النفس والتعامل بسلاسة مع خونة الداخل من الموالين لكبارانات الجزائر وصنيعتها البوليساريو، وتركهم ينفثون سمومهم علانية وأمام شاشات الهواتف بشكل مستفز لمشاعر المغاربة الذين بدلوا الغالي والنفيس من أجل استعادة صحرائهم من المستعمر الإسباني في ملحمة خضراء شهدها العالم ولازالت تنير طريقنا في تحرير باقي الثغور المحتلة، وأنا أتابع شطحات الخائنة سلطانة خيا عميلة نظام العسكر في الجزائر ورفضها لقاء وفد من المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي تنقل إلى مدينة بوجدور من أجل الوقوف على مزاعم وادعاءات من تعتبر نفسها مناضلة ومناصرة لأطروحة الجزائر.
تساءلت كغيري من أبناء وطني كيف لنا أن نمنح خائنة لوطنها مساحة من الحرية لترفع صوتها وتصدح بخيانتها نهارا جهارا بل الأكثر من ذلك توثقها صوت وصورة عبر شركائها؟ فمن غير المنطقي ترك أمثال سلطانة خيا تتحرك بحرية من أجل تنفيذ أجندات جزائرية تستهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من الفوضى داخل مدننا الجنوبية التي يتمتع ساكنتها بكل مقومات العيش الكريم تحت السيادة الوطنية الكاملة على ترابنا الوطني العزيز، لا يمكننا اليوم الاستمرار في تجاهل ما يقوم به خونة الوطن وأنه حان الوقت لتطبيق المقتضيات القانونية في حقهم دون إخضاع هذا الحق لأي اعتبار سوى أن الجميع فوق القانون، وأن من يعمل على زعزعة الاستقرار وموالات نظام الكابرانات الذي يجند عملائه في الداخل لا مكان له بيننا لأن المشترك بين جميع المغاربة لا يمكن المساس به بأي شكل من الأشكال..
أسوق هنا ونحن نبرز لخطورة الفعل الانفصالي الذي تروج له أمثال سلطانة خيا واميناتو حيدر لفقرة من الخطاب الملكي الذي قالها وبصراحة لا تحتاج إلى تأويل " لا منزلة بين الإثنين، فإما أن تكون وطنيا أو خائنا " وهذه عبارة كافية لإدانة كل الخونة ممن يقتاتون على الدعم الجزائري لضرب وحدة المغرب واستقراره وزرع القلاقل في صفوف أبناء الوطن الواحد، لقد عرت واقعة رفض الخائنة سلطانة خيا مقابلة وفد المجلس الوطني لحقوق الإنسان عن حقيقتها وحقيقة ما تريده من خرجاتها البئيسة وفندت كل المزاعم والادعاءات التي ظلت ترددها على مدى أشهر بتعرضها لحصار مزعوم واعتداء بالشارع العام، وهي الأسطوانة المشروخة التي لم تصمد كثيرا وتكسرت على جدار فلاذي من التفاف المغاربة حول قضيتهم الوطنية التي لم تجن منها دولة الكابرانات طيلة نصف قرن سوى الفشل والخزي رغم الفاتورة الثقيلة التي اقتلعها عسكر الجزائر من قوت وراحة المواطن الجزائري البسيط الغارق في بحر من الهموم والمشاكل التي لا تعد ولا تحصى، ولا يسعني هنا سوى توجيه تحية تقدير واحترام لرجال الأمن والقوات المساعدة والسلطات المحلية بمدينة بوجدور على استماتتهم في التصدي لخرجات الخائنة سلطانة خيا والوقوف في وجه استفزازاتها ولجم تحركاتها التي لم يعد يتقبلها أي مغربي، فلهم كامل الحق في تطبيق القانون بما يمليه عليهم أولا الواجب الوطني في الدفاع عن حوزة الوطن، وثانيا قيم وروح المواطنة التي يتمتعون بها بوصفهم مغاربة مهما طال صبرهم يوما ما سينفذ في مواجهة خصوم وحدتنا الترابية من المندسين بيننا، فما حققه المغرب من نتائج من خلال الفعل الدبلوماسي والعسكري(ملحمة الكركرات) وما تبعها من تطهير للمناطق العازلة من جرذان البوليساريو لا يمكن أن تشوش عليه نكرة هي اليوم محط إدانة شعبية في إنتظار الإدانة القانونية التي أصبحت اليوم ضرورة ومطلب أساسي لأننا في دولة الحق والقانون التي أسس لها الشعب المغربي تحت قيادة الملك الذي أعلنها صراحة في خطابه بمناسبة الذكرى الـ 34 للمسيرة الخضراء، حيث قال جلالته، " وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع، فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وانتهى وقت ازدواجية المواقف، والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة، فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن".