قال طالب مغربي كان يتابع دراسته بأوكرانيا لجريدة "أنفاس بريس"، (فضل عدم الكشف عن اسمه)، بأن الطلبة المغاربة عاشوا أحلك أيامهم في قلب الحدث بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. وكشف في حديثه للجريدة على أن الجنود الأوكرانيين الذين كانوا يحيطون بهم في بعض نقط المغادرة كانوا يبصقون على وجوههم، وعاملوهم معاملة سيئة، في محاولة منهم لتنيهم عن مغادرة أوكرانيا.
وأضاف موضحا بأنهم عاشوا يومين وقوفا في انتظار الخروج من أوكرانيا، وثلاثة أيام من العذاب والتعب والإرهاق في النقطة الحدودية بين أوكرانيا وبولونيا في زمن الهلع من الحرب القائمة وشدة برودة الطقس وتساقط الثلوج.
من جهة أخرى أفاد مصدر موثوق من النقطة الحدودية بأن السفارة المغربية ببولونيا تدخلت بشكل مباشر في عملية إجلاء الطلبة المغاربة من النقطة الحدودية، بعد ملتمسات التدخل والضغط من عدة جهات مغربية هناك، حيث تعاملت بشكل إيجابي مع نداءات استغاثة الطلبة. علما أن ردهات السفارة المغربية كانت تعرف ضغطا مهولا على مستوى الاتصالات الهاتفية التي انهالت على الإدارة وارتفع منسوبها طلية اليوم.
وحسب إفادات أخرى فقد استبشر الطلبة خيرا بعدما تم ربط الاتصال بهم من طرف بعض المغاربة المقيمين ببولونيا، من بينهم إحدى السيدات (بشرى ـ ب) التي أعطت وقتها الكامل لملف الطلبة العالقين في الحدود وسارعت في ربط الاتصال بالسفارة المغربية ببولونيا من أجل توفير حافلات نقل الطلبة من النقطة الحدودية بين أوكرانيا وبولونيا.
في سياق متصل تم يوم الإثنين 28 فبراير 2022، توفير حافلة بولونية (سائق بولوني) من أجل إجلاء 30 طالبا مغربيا من بينهم طالبتين مغربيتين، حيث أقلعت ذات الحافلة صوب مدينة "فارسوفيا" البولونية لتقطع حوالي 500 كلم من الساعة الواحدة ليلا إلى حدود الساعة السادسة صباحا. وقد تم استقبال الحافلة التي أقلت الطلبة المغاربة حيث خصصت لهم السفارة فندقا للمبيت والتغذية على نفقتها.
وعن حالتهم الصحية والمعنوية والنفسية فقد وصف مصدرنا ذلك بالقول: "في الحقيقة كان الطلبة المغاربة تحت هول تأثير الصدمة جراء اندلاع الحرب، وسماع دوي التفجيرات وهدير الطائرات...وكانوا منهكين ومنهارين نفسيا..".
و وفق مصدرنا المذكور فمازال العديد من المغاربة عالقين في نقط الحدود بين بولونيا وأوكرانيا، مما يتطلب استعجال توفير حافلات أخرى للقيام بنفس المهام لإجلاء ما تبقى منهم في الحدود وتقديم المساعدة لهم في أسرع وقت ممكن.
وطالب مغاربة مقيمين ببولونيا من السفارة المغربية برفع عدد الموظفين لتخفيف الضغط على الإدارة وتدبير الأزمة بروح المسؤولية في زمن الحرب.
وطالب مغاربة مقيمين ببولونيا من السفارة المغربية برفع عدد الموظفين لتخفيف الضغط على الإدارة وتدبير الأزمة بروح المسؤولية في زمن الحرب.