السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

عبد العالي بلقايد: ليس دفاعا عن حجيب.. ولكن!!!

عبد العالي بلقايد: ليس دفاعا عن حجيب.. ولكن!!! عبد العالي بلقايد يتوسط الفنان حجيب (يسارا) وعبد الرحيم الشراد

الأستاذ عبد الرحيم الشراد حين يرد على الفنان حجيب يكون المنطلق الذي ينطلق منه يختلف تمام الاختلاف عن مقصده وعن المنطلق الذي ينطلق منه الفنان حجيب فالمنطلقان متوازيان.

 

فالأول يتكلم عن القصيد والثاني يتكلم عن الغناء ورغم التعالق الموجود بينهما فالاختلاف حاصل بحكم طبيعة كل جنس والوظائف المبتغاة منهما.

 

الكلام المنظوم  بالجمالية المغربية حين يتحول إلى غناء نكون إزاء حالة تعبيرية تستعصي عن التصنيف، لأن التصنيف هو إكراه واستتباع لسلطة القارئ الذي يبغي إقحام الآخرين في النمذجة التي يمنحها صورا حسب حمولته.

 

لقد تكلم حجيب عن المقاومة الشعبية بالشاوية في سنة 1907 والتي خلدتها العيطة المغربية وقد تكون هي باكورة المقاومة الشعبية التي قادتها القبائل المغربية، وهو بذلك يريد أن يشير إلى دور التراث التقليدي في مواجهة الأخر الغاصب للأرض.

ومدى دخوله في تشابك عميق مع ما يمور بالعمران البشري لغاية أن يوضح للكثيرين  أن الغناء الشعبي لم يكن ترفا أو ترفيها...

 

كما لا يمكن أن نغيب دور الصلحاء والزوايا في عملية تعبئة الناس لصد الغاصبين والمعتدين عن الأرض التي هي  دار الإسلام في المتخيل الشعبي  والمجتمع بكافة أطيافه.

 

أما مسألة الدخيل عن القصيدة فهي حين تنخرط ضمن الموسيقى التقليدية فهي تتشكل ضمن سيرورة الزمن التي لا تتوقف... فجل العيوط المغربية لم تكن مرتبطة بلحظة زمنية محددة، بل يمكن أن نقول بأنها عمل مفتوح على التاريخ وأحداثه ولنا في عيطة الشجعان خير مثال على ذلك فهي كانت ملحمة وطنية سجلت جميع أحداث المقاومة المغربية انطلاقا من مقاومة القبائل المغربية إلى المقاومة التي رافقت نفي المغفور له محمد الخامس... كما أشارت لجل الأماكن التي مسرحا لهذه المقاومة.

 

إن الجمالية المغربية لا تستقيم لنظريات النقد الحديث إلا النقد الجذري الذي حاول أن يتناول الغناء الشعبي والثقافة الشعبية ضمن مقاربة تسترعي الثقافة التي أنتجتها دون استحضار أحكام القيمة التي تستحضر الجانب الأخلاقي، وهي قراءة لم يسلم منها حتى كبار المفكرين...

 

إن كل منتوج لا يمكن أن يكون أحادي الصوت مما يستتبع مقاربات متعددة...

 

قد تكون قراءة الأستاذ حداد فيها الكثير من المعطيات الهامة، ولكن لا يمكن أن تلغي أي مقاربة ولو كانت حسب نظره بها إسفاف، وإلا سنكون إزاء أحكام قيمة...

 

عبد العالي بلقايد، باحث