الأربعاء 1 مايو 2024
كتاب الرأي

أوسي موح لحسن:  فاجعة ريان ومأساة أطفال الوطن

أوسي  موح  لحسن:  فاجعة ريان ومأساة أطفال الوطن أوسي موح لحسن
رحل عنا الطفل ريان رحمة الله عليه وتغمده الله بواسع رحمته. وفاته دقت ناقوس الإنذار لتوقظنا من سبات نسيان واقع الطفولة بلدنا الحبيب، ليس فقط بالعالم القروي حيث التهميش والإقصاء لعقود، بل أيضا بالعالم الحضري حيث الاستغلال البشع للطفولة.

فاجعة موت ريان في بئر غارق بقرية نائية بمغربنا العميق، تساءل السياسيين والجمعويين وكل المعنيين مركزيا ووطنيا للالتفات إلى واقع ساكنة العالم القروي وخاصة أطفالها، وتدفع للتفكير مليا في سياسات عمومية لإعادة الاعتبار لها. فلا يقبل في مغرب اليوم أن تحرم الساكنة بتلك المناطق النائية من حقها في التنمية، ولا أن تحرم طفولتها من التعليم والتطبيب وأيضا المصاحبة والمرافقة والتوعية. كفى  ادا من تهميش طفولة البوادي والقرى والمناطق الجبلية و النائية.

ذات الأمر في المدن والحواضر ، فهناك المئات من الأطفال يموتون موتا بطيئا في غياهب آبار الاستغلال، سواء من الأقارب أو الأغراب. كم هو مؤلم واقع الأمهات العازبات. وكم هو مؤلم واقع الأطفال المشردين،  بل كم هو فضيع واقع الرضع المتسول بهم، وكم هو مؤلم وغامض مصير الآلاف من الأطفال والرضع بمراكز حماية الطفولة.

يحق للجميع اليوم البكاء وذرف الدموع والتضرع إلى الله أن يرحم الطفل ريان وان يسكنه جنات الخلد ويرزق ذويه الصبر والسلوان. والجميل أنه حين أيقظت فاجعته التضامن المنسي في الروح البشرية بكل بقاع العالم، أن تحشد كل تلك القوى المتضامنة لإنقاذ طفولة يعد ريان أحد عناوين مأساتها. فهل تستفيق الضمائر لحماية طفولتنا المغتصبة في حقوقها ؟