الأحد 24 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

الطيب الشكري: إقصاء يؤجل التتويج ومطالب جماهيرية بتغيير الإدارة التقنية

الطيب الشكري: إقصاء يؤجل التتويج ومطالب جماهيرية بتغيير الإدارة التقنية الطيب الشكري
انتهى مشوار الأسود الغير مروضة بخروجها من دور الربع في مقابلة كانت للشقيقة مصر كلمة الفصل فيها وانتهى معه حلم التتويج بكأس إفريقية ثانية طال انتظارها بما يفوق الأربعين سنة وربما يطول انتظارنا في كرة قدم لا نحسن التعامل معها، يتداخل فيها المنطق الكروي بالسياسي، والاقتصادي وغيرها، فرغم الإمكانيات المهمة التي تم وضعها رهن إشارة منتخبنا الوطني وبأرقام خيالية إلا أننا فشلنا في إسعاد الملايين من المغاربة داخل وخارج الوطن والتي كانت تمني النفس بتتويج تحول من واقع قد يتحقق الى حلم تبخر في سماء الكاميرون بعد مباراة قيل فيها الشيء الكثير وأسالت مدادا كبيرا وخلفت حزنا لدى الجماهير المغربية التي لم ينبض دعمها ومساندتها وتشجيعها للمنتخب حتى في أصعب الظروف، فعندما ترى الحماس في عيون الأطفال والشيوخ والنساء كنا الرجال، حينها تتأكد وتعرف قيمة هذا الشعب العظيم الذي ورغم ظروفه الاجتماعية والاقتصادية إلا أنه ظل حاضرا في دعمه لعناصر المنتخب الوطني الذي سقط في مواجهة فراعنة مصر، لينتهي معه مشوار الأسود في الكأس الإفريقية في نسختها الثالثة وثلاثون، لن ندخل في التفاصيل التقنية لمباراة الربع ولا للمقابلات التي سبقتها عملا بالمثل المغربي العامي " لبكا ورا الميت خسارة " فهذه لها مختصوها ومحليلوها، لكن نود القول أنه حان الوقت لنفتح ملف الرياضية الوطنية وطرحه للنقاش العمومي ولما لا مناظرة وطنية حول الرياضة يشارك فيها أهل الاختصاص من أبناء الدار على قدم المساواة بعيدا عن اسلوب الكولسة والضرب تحت الحزام وإبعاد اللاهثين وراء الريع الرياضي لا لشيء سوى أنهم كانوا ذات زمان ممارسين أو لاعبين، فالواقع الرياضي عموما والكروي على وجه التحديد يسائلنا جميعا كل من موقعه وعلى رأسهم القائمين على تدبير الشأن الرياضي الوطني وفي الجامعات الرياضية وفي مقدمتها جامعة كرة القدم وكذا مسؤولية الوزارة الوصية التي تتحمل جزء من المسؤولية عن هذا الإخفاق المذل، وأنه آن الأوان للتفعيل الحقيقي لمبدأ ربط المسؤولية في الأجهزة التسييرية الرياضية بالمحاسبة حتى نضع حدا لهذا العبث الذي أصبح امرا عاديا لدى البعض ولا يحرك اية شعرة في من تسبب في الفشل الكروي، فرجاء احترموا ذكاء هذا الشعب الذي سأم ان يتحول منتخبه الوطني الى مختبر للتجارب والوصفات الكروية في غياب نتائج حقيقية، فعندما يكون طموحنا هو حجز بطاقة التأهل للكأس الإفريقية او العالمية فتأكد أننا اصبحنا مجرد أرنب سباق كروي أقصى ما نستحقه هو دوري الربع حتى وإن كان الثمن أطنان من المؤونة وملايير السنيمات وراحة كلب، المثير للاستغراب أننا ورغم توفرنا على ترسانة كبيرة من اللاعبين ذو قيمة كروية عالية عالمية إلا أننا لم نتمكن من افتكاك التأهل إلى المربع الذهبي وأضعنا فرصة للتتويج بثاني كأس إفريقية كانت في المتناول لو أحسن مدرب المنتخب قراءة الخصم.
الجماهير المغربية كانت كما في السابق في الموعد تتطلع إلى نهائي غاب عنا منذ 2004 ولما لا لتتويج افتقدناه منذ 1976، لكن وللأسف الشديد شيء من هذا لم يحدث، بل كانت الهزيمة نكسة أخرى للكرة الوطنية، خروج أخرج الجماهير الكروية عن شعورها وفجرت غضبها على مسؤولي الكرة ببلادنا مطالبة إياها بإقالة الناخب الوطني وطاقمه التقني الذي عمر لسنوات في غياب أي إنجاز يحسب لها يعيد الاعتبار ويخرجها من دائرة الفشل الذي تجتره منذ سنوات، فالكرة اليوم في الملعب الجامعي الذي تقع عليه مسؤولية تنقية محيط المنتخب وتدبير المرحلة القادمة بشكل جيد بعيدا عن أي مؤثرات وإعطاء الفرصة لأسماء جديدة وقف برنامج تعاقدي تحدد فيه شروط والتزامات كل طرف وتمكين الجماهير المغربية من كافة المعطيات التي تهم المنتخب إعمالا للحق في الوصول إلى المعلومة، فمن غير المنطقي أن يبقى عقد الناخب الوطني بالمنتخب في طي الكتمان وكأنه أحد الأسرار الكبرى التي يجب التحفظ على نشرها.
لقد عشنا لحظات صعبة حبست أنفاسنا، كان حلم الجماهير يزداد عقب كل مقابلة، الجميع يُمنًي النفس بتدارك الإخفاق في كأس العرب في قطر، لكن في لحظة فشل حقيقية عرت عن حجمنا الحقيقي أمام منتخبات مغمورة قرأت جيدا لعبنا وركزت على نقاط الضعف فينا فكانت لها الأفضلية وكان لها التفوق وحجب بطاقة التأهيل والمنافسة على اللقب الإفريقي.