الأحد 5 مايو 2024
فن وثقافة

بديعة الراضي: الكاتبة عزيزة يحضيه.. امرأة بحجم الحلم

بديعة الراضي: الكاتبة عزيزة يحضيه.. امرأة بحجم الحلم الراحلة عزيزة يحضيه (يمينا) وبديعة الراضي

"امرأة بحجم الحلم"؛ هكذا كنت دائما أسمي الراحلة عزيزة يحضيه، رئيسة رابطة كاتبات المغرب.. عرفتها منذ ثلاثة عقود، عندما كنت صحفية بجريدة "أنوال" مشرفة على القسم الثقافي، كنا نلتقي دائما، كانت عزيزة صحفية متميزة، تتحدث دائما عن الوطن والوطنية، وتتحدث بلكنتها الصحراوية عما كانت تسميهم بخونة التراب، تسجل ذلك في أشعارها، بسخرية كبيرة ممن يعتقدون أننا راحلون من أرضنا..

 

عزيزة كانت جميلة ومرحة، وهي تتأبط ديوانها الأول، في كافة الممرات الثقافية، وأهمها ممرات المعرض الدولي للكتاب والنشر، تبتسم في وجه الجميع، توزع الكلمة الشعرية والحب بين الكتاب والكاتبات والزملاء الصحفيات والصحفيين..

 

لم نكن نفترق، لنا موعد دائم، نفكر معا، نمشي، مع بعضنا في كافة الاتجاهات، داخل الوطن وخارجه، وكأننا مكلفات بمهمة، والحال أننا نبحث عن مهمة نكلف بها لنشر إبداع أبناء الوطن وبناته طبعا..

 

جاءت رابطة كاتبات المغرب وسط هذا الإحساس الممزوج بالمواطنة... كنا مع بعضنا ذات ربيع جالسات وجها لوجه في مقهى باليما بالعاصمة، وإذا بعزيزة تفتح حقيبتها وتضع أوراقا مبعثرة فوق الطاولة.. قالت لي هذه الفكرة، ما هو رأيك أن نبحث عن من يعانق معنا من الكاتبات والمبدعات المغربيات الفكرة، قلت لعزيزة لنعمل معا أولا، تم نبحث عن أسماء وازنة لتوسيع دائرة التفكير والبناء، وفعلا كان الأمر مستحبا عند بعضهن والبعض الآخر استصغر الأمر، ولا داعي لتقليب المواجع في الذي فات، والمهم هو أن نجعل من الرابطة مشروعا للوطن بكافة مبدعاته متوجها للمستقبل.. عزيزة أو العزيزة كما كنت أناديها كانت تتجاوز كل الصعاب وكل المطبات من أجل أن يكبر المشروع وينزل على أرض الواقع.

 

عزيزة امرأة لن يكررها الزمن، محبتي لها جعلتني أوقع معها على بياض في كافة دفاتر الحلم الجميل في بناء رابطة كاتبات المغرب..

 

ماتت عزيزة، عاشت الرابطة.

 

بديعة الراضي، عضو المكتب التنفيذي لرابطة كاتبات المغرب