الخميس 2 مايو 2024
فن وثقافة

اغتيال قسم التمثيل والموسيقى حوَّل الفن لسلعة وبضاعة تروج للتفاهة

اغتيال قسم التمثيل والموسيقى حوَّل الفن لسلعة وبضاعة تروج للتفاهة الحسين العمراني وصورة تضم نخبة من رواد التمثيل المغربي

أعاد الإعلامي والمنشط الإذاعي والتلفزي، الحسين العمراني (معد ومقدم البرنامج الناجح "صناع الفرجة")، عقارب الساعة نحو الزمن الجميل ونسائه ورجالاته المبدعين(ات) من خلال صورة جميلة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وعلق عليها بالقول: "رموز التمثيل الإذاعي. ما زالت الإذاعة الوطنية تحتفظ بجل أعمالهم. جيل الكبار جيل المبدعين الحقيقيين، كتابة وإخراجا و أداء".

 

وردا على بعض زملائه المتتبعين أكد العمراني "للأسف تم إقبار هذا الإبداع الفني سنة 2008. وتم إغلاق قسم التمثيل بالإذاعة الوطنية ومعه قسم الموسيقى أمام أعين الفنانين والنقابات الفنية، ولا موقف ولا رد فعل". مضيفا : "صنف التمثيل الإذاعي من الأصناف الفنية الراقية ومدرسة قوية لفن الدراما، لكن للأسف عقلية مسؤولين لا علاقة لهم بالفن والإذاعة اغتالوه، مع العلم أن الإذاعات التي سبقتنا ما زالت تحتفظ بهذه الأقسام الفنية في إذاعاتها".

 

الإعلامي الحسين العمراني جدد أسفه بخصوص ما يقع من خلال رده على بعض التعاليق، حيث أشار إلى "أن اتحاد الإذاعات العربية ينظم كل سنة مسابقة حول التمثيل الإذاعي، تشارك فيه كل الإذاعات العربية بإنتاجها الجديد، إلا المغرب الذي يشارك بما سجله قبل 2005، ومن المفاجآت أني كنت في لجنة التحكيم، وتابعت كزملائي العرب عمل مغربي بطله المرحوم العربي الدغمي".

 

وبسخرية لاذعة أضاف قائلا: "السيد مات وشبع موت ولا جديد بعده للأسف"، في إشارة إلى الفنان العربي الدغمي.

 

في هذا السياق تقاطرت التعاليق على ما تحمله الصورة من دلالات (نوستالجيا) التي تتحدث عن الزمن الجميل ورجالاته المبدعين، حيث كتب أحد المهتمين بخصوص إغلاق قسم التمثيل واغتياله بالقول: "هذا الإغلاق يؤلمنا حقا، حاولنا في السنة الفارطة مراسلة المسؤولين في شأن عودة أنشطة قسم التمثيل والدراما الإذاعية لكن بدون جدوى".

 

وتقاسمت بعض التعاليق المرافقة للصورة جريمة إغلاق أقسام فنية "الإقبار صار عادة في هذا البلد لكل ما هو جميل. وقد نجح تجار آخر الزمن لتحويل الناس وتراثهم و هويتهم إلى سلع و بضاعة سوقية يتحكم سوق النخاسة الجديدة في صعودها -وبالأخص سقوطها- للأسف الشديد".

 

وفي قراءة لانحطاط الوضع الفني والإنتاج الدرامي في علاقة بموضوع تدوينة الزميل الحسين العمراني، كتب أحد المهتمين بحرقة: "للأسف، هذا ما أدى إلى ما نحن فيه من انحطاط وتراجع أخلاقي وتعليمي وغيره". موجها الدعوة إلى "النقابات المعنية والمفكرين وكل من له غيرة على الفن والابداع القيام بتحركات بهدف استرجاع ما ضاع سواء فرقة التمثيل أو لجنة الكلمات وغيرها".

 

وارتباطا بموضوع التدوينة كشف أحد المعلقين بعد أن عبر عن قلقه وحزنه "للأسف هناك توجه آخر نحو صناعة التفاهة والترويج لها. كل شيء إلا الثقافة الأصيلة. يكفي فخرا أن الإذاعة الوطنية تميزت بهذا الجنس الاذاعي بشكل حصري".

 

وفي نفس السياق كتب أحد الفنانين في لون الملحون معلقا على الصورة وما حملت من إشارات بالقول: "عندما نتحدث في الموضوع ينعتنا بعضهم بأعداء الحداثة والرجعية وعدم مسايرتنا للعصر"؛ مستحضرا في تعليقه المنعطف السلبي الذي اغتال أقسام الفن والإبداع، حيث أوضح بأنه: "عندما جيء بمشروع التلفزة تتحرك، هذا المشروع الذي دق آخر مسمار في نعش ذاكرتنا ومغربيتنا، وأتلف أرشيفا غنيا وحافلا بالإبداعات المسرحية والفنية وكذلك بعض البرامج الثقافية والأدبية والتنويرية لمنظرين مغاربة كبار من أمثال الدكتور القباج والمهدي بنعبود (وغيرهم)، زد على ذلك السهرات الكبرى المباشرة كل سبت".

 

تدوينات أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها ركزت على وصف "النقابات طبول ومزامير مناسباتية". وشددت على أن اغتيال الأقسام الفنية والإبداعية قد أدى إلى التدجين، حيث "فقدنا الذوق الرفيع والاحترام العائلي!!! فأسدل الستار"...

 

ملاحظة: الصورة تضم كل من الفنانين والمبدعين (العربي الدغمي وحمادي عمر، وحمادي التونسي، والفقيه الغربي، وأمينة رشيد، وعبد الله شقرون، وعبد الرزاق حكم، وحميدو بن مسعود).