الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

الشرقاوي الروداني: المغرب.. نحو تقوية استراتيجية الدفاع الصاروخي؟

الشرقاوي الروداني: المغرب.. نحو تقوية استراتيجية الدفاع الصاروخي؟ الشرقاوي الروداني
حسب احد تقارير وزارة الدفاع الأمريكية التي رفعت عنها السرية، فإن المملكة المغربية تتجه الى شراء احد اهم الصواريخ و المنصات الدفاعية المعروفة بإسم Patriot Advanced Capability-3 Missile Segment Enhancement (PAC-3 MSE) من المنظور الاستراتيجي، المملكة المغربية باقتنائها لهذه المنظومة تدخل الى الدائرة الضيقة للدول القليلة التي تمتلك هذه القدرة الدفاعية المرتبطة بتهديدات الصواريخ البالستية او التهديدات العبر الهوائية الفتاكة.
من الواضح، ان أمام التهديدات المحتملة التي تعيشها منطقة الساحل الافريقي وجنوب الصحراء واحتمالية وجود صواريخ كشهاب 3 عند جماعات إرهابية وحركات محدثة للفوضى، ان المغرب سيتجه الى تقوية قدراته العسكرية. مثل هذه المنصات الدفاعية ليست فقط مفتاح للهيبة و لكن ستمكن الرباط من لعب أدوار مهمة في الأمن الإقليمي و الدولي و هو ما يعزز من مكانتها كقوة اقليمية بامتياز خاصة مع تنامي مخاطر أسلحة الدمار الشامل.
في هذا الإتجاه، فان وزير الأمريكي في إدارة جورج بوش رامسفيلد، نبه الى التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الاستراتيجيين وقال “نحن نعيش في عصر التهديدات غير التقليدية والشكوك الإستراتيجية. نحن نواجه بشكل أساسي تهديدات مختلفة عن تلك التي واجهتها الولايات المتحدة خلال حقبة الحرب الباردة وما قبلها ".
من تم، حسب رامسفيلد الذي يعتبر احد مهندسي واضعي استراتيجية الدفاع الأمريكية الى جانب سيبراوسكي، الذي قال من الآن فصاعدًا: "يجب علينا، في الواقع، أن نواجه اليوم مجموعة أكثر تنوعًا من الدول المعادية، التي يكون سلوكها أقل قابلية للتنبؤ، وأكثر تجنبًا للمخاطر، وتعمل بعناد لتصنيع أو الحصول على أسلحة دمار شامل تحملها صواريخ بعيدة المدى. تعتبر هذه الدول مثل هذه الأسلحة على حد سواء أدوات حرب وأدوات قسرية للدبلوماسية تهدف إلى منعنا نحن وشركائنا من مساعدة أصدقائنا وحلفائنا في المجالات ذات الأهمية الحيوية. ". في هذا الاتجاه، يوضح هذان الاقتباسان القلق بشأن ما أصبح يعرف باسم أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إيصالها من صواريخ بالستية تكتيكية أو غيرها. هذا القلق تشترك فيه جميع الدول المتحضرة والدول التي تسعى الى تحقيق القدرة على مجابهة تحديات اللايقين الاستراتيجي الذي أصبحت تفرضه قدرات الصواريخ البالستية.
للاشارة، تختلف نطاقات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى (SRBM) ، حتى 1100 كيلومتر (600 ميل بحري ، أو NM) ؛ الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (MRBM) ، من 1100 إلى 2750 كم (من 600 إلى 1500 ميل بحري) ؛ الصواريخ الباليستية متوسطة المدى (IRBM) ، من 2750 إلى 5550 كم (1500 إلى 3000 ميل بحري) ؛ والصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM) ، أكثر من 5500 كيلومتر.
تعتبر منظومة الدفاع الجوي باتريوت المتقدم ذو القدرة 3 (PAC-3 MSE) حسب التقرير الفني من اهم الصواريخ التي يمكن تسميتها ب"درع السماء " وهو نسخة جد متطورة من منظومة MIM-104 Patriot .هو صاروخ أرض-جو عالي السرعة قادر على اعتراض وتدمير الصواريخ البالستية التكتيكية (TBM) والتهديدات التي تحلق في الهواء. PAC-3 MSE هو البديل المتابع لصاروخ PAC-3. يتم تحقيق القدرة المحسّنة لـ PAC-3 MSE من خلال محرك صاروخي صلب عالي الأداء، ومحسن معدل في الفتك، وأسطح تحكم أكثر استجابة، وبرامج توجيه مطورة، وتحسينات الذخائر غير الحساسة. يستخدم PAC-3 MSE الطاقة الحركية لتدمير الأهداف من خلال قدرة الضرب للقتل ويوفر النطاق(spectre) والدقة والفتك للدفاع بشكل فعال ضد الصواريخ البلاستكية التكتيكية TBMsالمسلحة بأسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى توفير أداء موسع في ساحة المعركة ضد التهديدات المعقدة. يتطلب تكامل صاروخ PAC-3 MSE تعديلات طفيفة على محطة الإطلاق لاستيعاب تغييرات الكابلات وعلبة محسنة.
تتحقق القدرات الحركية المحسنة لـ PAC-3 MSE من خلال ترقيات النظام لبرنامج ما بعد النشر Build-8 والمعالج الرقمي للرادار يجب أن يدعم نظام PAC-3 Increment 2 بشكل كامل تنفيذ جميع الأنشطة التشغيلية وتبادل المعلومات المحددة من طرف وزارة الدفاع و التي تعتمد هندسة الحلول للصاروخ و منصة الدفاع على محتوى DoDAF المتكامل و الذي يعتبر من أهم الأقسام إطار الهندسة الدفاعية بالبنتاغون، ويجب أن تفي بالمتطلبات الفنية للانتقال إلى العمليات العسكرية NetCentric لتشمل:
(1) هندسة الحلول من خلال رسم و تحديث بيانات الأهداف المرصودة ؛
(2) متوافقة مع إستراتيجية بيانات NetCentric وإستراتيجية Net-Centric Services ؛
(3) متوافق مع الإرشادات الفنية لـ شبكة المعلومات الشاملة Global Information Grid ؛
(4) متطلبات ضمان المعلومات؛
(5) متطلبات الدعم
على اعتبار برنامج الصواريخ البالستية الذي يعتمد على أربعة أنظمة تكنولوجية: قدرة الإطلاق، والقدرة على التوجيه، والقدرة على إعادة الدخول، وقدرة الرأس الحربي، فإن التصميم التقني للمنظومات الدفاعية الجوية الحديثة يروم إلى إلى الإجابة على الاعتبار الهيكلي والوظيفي للصواريخ الخصم وغالبا، مثل إيران، فإن صاروخ شهاب 3 هو نسخة متطورة اعتمدت على التقنيات التكنولوجية للنظام Scud.
في هندسة المنظومة الدفاعية الجديدة و من أجل الرفع من قوة الانطلاق والاعتراض و ضرب الأهداف من المرجح جدا أن يكون مهندسوا شركة Raytheon ان قاموا بمحاكات منظومة الصواريخ الإسرائيلية Iron Dôme والتي تقوم بتصنيعها شركة RAFEAL. و بالتالي فإن استخدام المواد أحادية الكتلة السائلة، ولا سيما نترات هيدروكسيل الأمونيوم (HAN) ، والتي حاولت الولايات المتحدة استغلالها في برنامج NCADE (Net-Centric Airborne Defense Element) بهدف تعزيز AIM-120s للاعتراضات الباليستية الصاعدة والمدفوعة ، يتألف البرنامج (من بين أشياء أخرى) من استبدال الداعم الصلب للصاروخ بمرحلة دفع سائل، مع العلم أن الدافع المحدد لهذه لا يزال أعلى جدًا (HANs لديها نبضة معينة مكافئة تقريبًا للهيدرازين N2H4). هذا النوع من الوقود، الذي يمكن تخزينه، ومنخفض الأضرار وله خاصيات فيزائية مهمة كاللزج، يجعل من الممكن أيضًا التفكير في حلول للمجموعة من الصواريخ التي يمكن تحسين قدراتها على المناورة والإطلاق السريع خاصة تلك التي يتم تخزينها في المناطق المكشوفة، مثل SM-3 . في الوقت نفسه، تنبئ التقنيات البديلة، حول الوقود الدافع بالهلام أو المختلط (الصلبة - السائلة) بتطورات مهمة من حيث الأداء وسهولة الاستخدام . من الواضح أن مثل هذه الصواريخ ذات الطاقة الموجهة تبقى تكاليف الاستخدام مهمة، لكن تبقى أحد خاصياتها هي القدرة على الزيادة في السرعة والنطاقات (spectres)والقدرة على المناورة التي ستسمح بتقديم مجموعة من الحلول عبر مجموعة من الاعتراضات الباليستية والاجسام العبر الهوائية التي تشكل تهديدات مباشرة أو غير مباشرة.