الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

بركة العلامة المربح تضع صورة بنحمزة بين التضخيم الإعلامي والاختزال الرباني!

بركة العلامة المربح تضع صورة بنحمزة بين التضخيم الإعلامي والاختزال الرباني! صورة الأستاذ بنحمزة في حفل تكريمه إعلاميا مؤخرا في وجدة
رغم تكثيف الأستاذ مصطفى بنحمزة في الآونة الأخيرة، لعملية توضيب خرجاته في سياق  تلميع صورته ،وتضخيمها  أكثر مما يحتمله الذوق ، للتغطية على فصول السقوط الأخلاقي  في روضة الأموات،والتي ما زالت تتتابع وتتغذى باهتمام وتتبع أهل وجدة. ذلك أن ما تناقله أتباع بنحمزة من كون شيخهم قد عير المرحوم الفقيه الشريف سيدي محمد المربح التازي، بأنه لم يكن سوى خياط للجلاليب.ولولاه ما كان شيئا يذكر،ما كان ليمر مرور الكرام.
فقد نشر ابن الفقيد، محمد المربح قصيدة شعرية على حسابه بالفايسبوك بعنوان: "حسبنا الله" ،مهد لها بالآتي: "هذه القصيدة الخامسة من مراثي والدي رحمه الله، كتبتها ردّاً على كلام سوءٍ وصلنا (و العُهدة على أوَّل ناقل للخبر)، و إلى الله المُشتكى".جاء فيها:
أَلا مُبْلِغاً مَاشيَ الخَيْزَلَى * إِناءاً طَفَحْتَ فَهَلَّا ارْعَوى
أَتَغْتابُ مَيْتاً قَضى نَحْبَهُ * و ظَهْرُ العُصاةِ مِنْكم نَجا
كَذا ذي حَياةٌ مَلاذُ الخَنا * يُهانُ الرَّضِيُّ يَسودُ الهَوى
تُعَيِّرُ حَبْراً بِخَيْطِ الثِّيابِ * وَ ذا رِزْقُهُ جاءَهُ إذْ سَعى 
نَبِيٌّ إدريسُ كانَ يَخيطُ * فَكَيْفَ تَقولُ كلامَ الأَذى ؟
أَبي كانَ حَبْراً يَوْمَ الْتَقاكَ * و عِلمُكَ كانَ حُروفَ الهِجا
تُلقِّنُها لِلصَّبي المُبْتَدي * وَ حينَ تُطيلُ تَقُصُّ "جُحا"
وَ يَوْماً تَبُوحُ بما تَشْتَهي * فَعِلْماً نَفَيْتَ و زِدْتَ النُّهى
و تزْعُمُ أنتُم بَنَى مَجْدَهُ * أَلا قُلتَها وَ هْوَ فَوْقَ الثَّرى ؟
أَلا مِنْ وَقارٍ لِحِبِّ الإِلٰـهِ  ؟ * فَكُلُّ الحَياةِ سَتَلْقَى الفَنا
هذا القوس المفتوح في استهداف بنحمزة للفقيد المربح وأبنائه،والذي تقتضي الحكمة غلقه،رعيا لقيم ديننا الحنيف،يستوجب الوقوف عليه من عدة زوايا:
1-يظهر أن مسلسل هذا  الاستهداف  ما زال متواصلا. وقد وصل الآن  حتى  الدوس على"اذكروا موتاكم بخير".وقبل هذه المحطة بقليل كانت عملية مقاطعة العزاء. فحسب تدوينة لابن الفقيد محمد هذا،فقد "أخبرنا بعض من  حضروا  العزاء، أنه تمت مساءلتهم  بعد ذلك، وهناك من تم عتابهم. وفي كل مرة لا يفصح القائل  عن من أنكر عليه ذلك حتى لا يقع في حرج". فيكفي ظلم بنحمزة للفقيد وهو حي .أما وقد أفضى إلى ما قدم ،فعلى الأقل الالتزام بعفة اللسان.فما يعتبره بنحمزة تنقيصا من قدر الشيخ،حسب رواية أتباعه، يبين أنه يجهل حياة المساجد،بالرغم من تمسحه في مرحلة خصاصته بأهل الله، قبل أن يسكنه حب المال ونهج "مطيع" .ولمن له صلة بحياة المساجد فيما مضى، يعرف أن جميع أئمة المساجد كانوا يمتهنون الخياطة والحلاقة ،إلى جانب مهمتهم الدينية.ولا معرة في ذلك.وللعلم فهذا الذي يعيره بنحمزة بخياطة الجلاليب، كان له الفضل في تصليب عوده في النحو والفقه، ف"لا تنسوا الفضل بينكم" . 
2-إن هذا السلوك المجانب للصواب في حق الفقيد وابنائه ،إنما هو  بسبب  تنفيذ الأبناء لوصية أبيهم، بمنع مصطفى بنحمزة من التقدم للصلاة عليه، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أئمتكم شفعاؤكم فانظروا بمن تستشفعون به " .فقد كان الفقيه المربح دائما يحدث طلبته عن أحكام الإمامة، ويذكر هذا الحديث. ومن جملة ما كان يذكر، أن الإمام يفتقر إلى صفتين : العلم والورع ، فبالعلم يحصل الأداء ، وبالورع تحصل الشفاعة .وقد أصابت هذه الوصية بنحمزة في مقتل، وهي تجسد الخروج عن عادته  في الصلاة على العلماء  الذين وافاهم الأجل،ومن ثم المساس بصورته لدى أهل وجدة. 
3-إن الفقيد الفقيه محمد المربح وهو عضو بالمجلس العلمي لوجدة،  كان يختلف مع رئيس المجلس العلمي مصطفى بنحمزة في كثير من المسائل الفقهية ، كما كان يختلف معه في بعض المسائل التي تقتضي الورع . من ذلك أموال الزكاة التي كان يحصل عليها المجلس العلمي من المحسنين ووجوه صرفها ، حيث كان يرى الفقيه المربح أن تعطى لأرامل ويتامى القيميين الدينيين،  لكن الأستاذ بنحمزة كان يرد بغلظته المعهودة: " اعطوهم من أموالكم " . ومن ذلك، ما وقع بينهما بشأن ابن  العلامة بنسعيد المهداوي الوشاني، حيث طلب منه الفقيه المربح أن يصرف بعض أموال المحسنين لابن العلامة بنسعيد الذي يمر بظروف مالية صعبة ، لكن الأستاذ بنحمزة  رد بقوله : " اعطه من جيبك ، أما أموال المحسنين فأنا أعرف لمن أعطيها " . و بعد مدة بعث بنحمزة بغلاف مالي لابن العلامة بنسعيد لكنه امتنع عن أخذه ، لأنه كان يراه مالا مشبوها بنوايا بنحمزة ، ضاربا أروع الأمثلة في الزهد والورع ، تماما كما فعل أبناء الفقيد المربح حينما امتنعوا عن قبول مبلغ 5000 درهم كعزاء من بنحمزة تنفيذا لوصية أبيهم .
4-إن ارتداد قسوة تعاطي بنحمزة مع الفقيد المربح وأبنائه عليه، بخروج هذا الخلاف للرأي العام وتعاطف أهل وجدة معهم،  أفقده صوابه كما يحكي بعض المقربين منه ، حيث  ما رأوا الأستاذ بنحمزة منزعجا مثلما هو منزعج الآن . وقد بدأت في وجدة أصوات رافضة لتزييفه  لتاريخها، بتضخيم ذاته على أهل العلم والفضل فيها. من ذلك ، أنه في الوقت الذي أسس فيه الفقيد مدرسة التعليم العتيق بتمويل من المحسن الحاج البكاي الحركاتي تنفيذا لوصية شيخه العلامة بنسعيد المهداوي الوشاني ، حيث كان يدرس الفقيه محمد المربح مختلف التصانيف اللغوية والفقهية والحديثية،في كل الأوقات، دون كلل أو ملل ، في وقت كان فيه بنحمزة يدرس حروف الهجاء بالتعليم الإبتدائي بأحد دواوير جماعة أهل أنكاد القروية ، وذلك نهاية سبعينيات  القرن الماضي. طبعا إنه  لا يمكن خارج ردود الأفعال، تجاه امتهان الأئمة التقليديين  للخياطة والحلاقة،  إنكار فضل معلمينا في فتق أسرار الحروف. 
والحاصل من "حرب" الرمزيات هذه في وجدة الآن،بين الروح المغربية، ونهج دخلاء الأصولية فيها، أن الأمور الربانية لا يتم تحصيلها بمسلك هامان وقارون، ولا باستعراض علاقات النفوذ،لترهيب المخالفين،وتزييف التاريخ، بل بالورع والتقوى. وفي ذلك عبرة للمعتبرين!