الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الباحثة عبد الفاضل تسلط الضوء في أطروحتها على هدروجيولوجية منطقة بوعنان

الباحثة عبد الفاضل تسلط الضوء في أطروحتها على هدروجيولوجية منطقة بوعنان فاطمة عبد الفاضل
ناقشت فاطمة عبد الفاضل، الناشطة الأمازيغية رسالتها في الدكتوراه- شعبة العلوم الجيولوجية تحت عنوان: " الهدروجيولوجية والهدروجيوكيميائية : الجنوب الشرقي نموذجا " بشراكة بين جامعتي مولاي اسماعيل وجامعة بواتييه الفرنسية.
" أنفاس بريس " اتصلت بفاطمة عبد الفاضل وأجرت معها الحوار التالي:
 
كيف جاءت فكرة إنجاز بحث عن الهدروجيولوجية في منطقة بوعنان- زلمو، وماهي أبرز الأهداف التي رسمت لبحث تخرجك؟
رسالتي في الدكتوراه سلطت الضوء على الهدروجيولوجية والهدروجيوكيميائية في منطقة نعتبرها كمختصين جد معقدة سواء من ناحية المناخ أو من الناحية الجيولوجية أو الجيومرفولوجية وهي منطقة بوعنان – زلمو، وكانت تشكل بداية لأي دراسة علمية في الهدروجيولوجية، علما أنه لم تكن هناك دراسات سابقة في الموضوع، ونظرا لكون المنطقة مستهدفة من طرف مخطط المغرب الأخضر عبر إنجاز مشاريع لزراعة النخيل، والتي يتطلب إنجازها الكثير من المياه، مع ضرورة الإشارة إلى أنه أنجزت في السابق بعض الدراسات لكن نتائجها كانت متباينة، فتارة يتم التوصل إلى كون المياه مالحة وفي أحيان أخرى يتم التوصل إلى كونها عذبة وفي أحيان أخرى لا يتم التوصل إلى وجود مياه بالمرة..ومن هنا جاءت فكرة إنجاز بحث للدكتوراه في هذه المنطقة.
 
وهل تمت الإشارة في بحثك إلى إشكالية الاستنزاف الذي تتعرض له الفرشاة المائية في المنطقة؟
تماما..هذا هو الهدف الرئيسي لهذا البحث، علما أن المنطقة هي منطقة جافة الى شبه جافة، وكان الهدف هو البحث عن سبل الحفاظ على الفرشاة المائية على قلتها والحيلولة دون استنزاف الفرشاة المائية سواء منها العميقة أو السطحية، وفي نفس الوقت بلورة مشاريع مخطط المغرب الأخضر، خصوصا وأن المنطقة مستهدفة بمشاريع سوسيواقتصادية (مشاريع الطاقات المتجددة بنواحي ميدلت، مشاريع فلاحية..)، هكذا قمنا بدراسة هدروجيولوجية وهيدروجيوكيمائية من أجل قياس مستوى جودة المياه في هذه المناطق وتحديد نوعية المياه ومدى صلاحيتها للزراعة أو للشرب.. حاولنا إنجاز دراسة شاملة للمنطقة التي تقدر مساحتها ب 10.400 كيلومتر مربع أي ما يمثل ثلثي واد غير من الناحية الجيولوجية أو الهدروجيولوجية أوالجيوكيمائية، ونظرا لكون المنطقة جبلية فإنه وعند حدوث تساقطات مطرية تجري المياه بسرعة نحو الصحراء الجزائرية، ولهذا فنحن نحاول كمختصين معرفة حجم المياه التي تنفذ نحو باطن الأرض وكميات المياه التي تهدر، وكميات المياه التي تجري نحو الصحراء الجزائرية.
 
وماهي أبرز الاقتراحات التي طرحت من أجل تفادي هدر هذه المياه؟
طبعا..اذا استمر استنزاف الفرشاة المائية فهذا يعني أن مشاريع مخطط المغرب الأخضر بالمنطقة سيكون مصيرها الاندثار، مع ضرورة استحضار أن نسبة ساكنة المنطقة في تزايد مما يعني حاجتها إلى مزيد من المياه، ناهيك عن استنزاف المياه عند استغلال المعادن المتواجدة بالمنطقة ( الزنك، الرصاص، الباريتين )..وقد حاولنا ايجاد حلول في هذا الإطار، وضمنها معالجة المياه المالحة في المنطقة من أجل استعمالها في الشرب والزراعة، فضلا عن الحفاظ على المياه السطحية وتفادي جريانها نحو الصحارى، وقد اقترحنا بلورة مشاريع مثل بناء سدود وبناء محطات لمعالجة هذه المياه، وقد حصلنا على عدد من المعطيات المهمة من وكالة الحوض المائية بالراشدية الى جانب دراسات أنجزت في هذا الموضوع، وقمنا بدورنا بإجراء تحاليل ودراسات شملت المنطقة ككل من أجل وتصنيف مستوى جودة المياه حسب المناطق، وستمكن هذه الدراسة الفلاحين بالمنطقة من معرفة التي يمكن فيها ضخ المياه وإقامة الأنشطة الزراعية ومعرفة كمية المياه التي يمكن ضخها ومستوى جودة المياه، ومعرفة المناطق التي تتوفر على مياه عذبة صالحة للزراعة والشرب أو مياه مالحة غير صالحة للزراعة، وفي الأخير لا يفوتني تقديم الشكر الجزيل للدكتور عبد الرزاق الألباني من جامعة بواتييه والذي أشرف  على هذه الدراسة، فلولا دعمه ومساعدته لم يكن بالإمكان إخراجها إلى حيز الوجود .