الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الكوا: الخيارات أمام الفراغ العلمي والصحي لا تملأها في الغالب إلا الإشاعات

الكوا: الخيارات أمام الفراغ العلمي والصحي لا تملأها في الغالب إلا الإشاعات محمد عبد الله الكو

ليس هناك من إحراج فردي وجماعي أكثر من أن تزداد تبعات انتشار فيروس الكوفيد 19 أكثر من أن ترهن تحركات الناس المشدودة أصلا بإجراءات الوقاية والاحتراز غير المسبوقين.. ويكمن الإحراج في فرض شكلية جديدة تطالب المرء بالإدلاء بجواز التلقيح لزوما لزيارة الإدارات والمصالح والأماكن العمومية!! إجراءات يزداد إحراجها المادي والنفسي عندما يفكر المدبر في تطبيق دون حتى التدرج في الإعلام به، ولأفضاله، واختيار فرضه بتاريخ لا يتسع حتى لما بين عشية وضحاها ...!!

 

إن الكثير من الناس ليسوا مستعدين نفسيا على الأقل، للتعاملات بهذه السلطوية المقررة، والتي تجعل حتى الساهرين على المراقبة والتنفيذ غير راضين على وضعهم الجديد؟ مراقبة الطرق أولويتها السلامة البدنية للمسافرين باحترام قانون السير، ستنضاف لها نقاشات وترتيبات وجزئيات تتمخض حتى عن نسيان وثيقة مازال المغربي لم يألف التعامل بها! ثم إن أسئلة كثيرة تطرح، لا تجد لها جوابا شافيا بشكل رسمي ومسؤول، فينفسح المجال لاجتهاد المجتهدين العارفين، بل وحتى اجتهادات غير العارفين لتعم فوضى التحليل والتحليل المعاكس... وهو ما يجعل المواطن أمام ردود فعل وتشيع لأفكار قد لا تكون مطمئنة على مستقبله فعلا! فالخيارات أمام الفراغ العلمي والصحي الواضح، لا تملأها في الغالب إلا الإشاعات! وحتى بعض العارفين لا يتورع في الرجوع إلى الخلف بقناعاته العلمية لأن فرض بروتوكولات بعينها، وإلزامات محددة من السلطات الوصية، تجعله يحتفظ برأيه لنفسه ولدائرته الضيقة في احسن الأحوال !

 

وعندما تعلق الأمر بتلقيح الأطفال القاصرين، تضاعفت المخاوف، وغلب الارتباك الأسر، بين مستجيب فورا وبين متردد بلا فهم واضح !

 

إن فيروس كوفيد 19 أمر واقع، لكن ما ليس واقعيا هو افتقاد حلقة دائمة تصرف الخطوات الاحترازية والوقائية بشكل مدروس وعلمي بمراعاة لواقع الناس الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي بشكل خاص..

 

فالأخذ بيد الناس عند وضع أي خطوة في هذا الاتجاه تبدو قضية أساسية، وجب توحيد الفكرة فيها بين ذوي الاختصاص الطبي أولا، وبين سلطات الوصاية ثانيا، ثم إشاعة إيجابية الإجرائية أخيرا ضمانا لاقتناع أفضل...