الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

علي المدرعي: جواز التلقيح.. يحدث في المغرب فقط

علي المدرعي: جواز التلقيح.. يحدث في المغرب فقط علي المدرعي

في سياق الجدل والنقاش القانوني والإداري المرتبط بإلزامية التوفر على "جواز التلقيح" الذي فرضه قرار حكومة عزيز أخنوش كإجراء ملزم وضروري من أجل الولوج للمرافق والإدارات العمومية إلى جانب المقاهي وقاعات الرياضة والسينما والمسرح والمطاعم... فإذا كان هذا "الجواز السحري" يسمح لحامله الولوج لهذه المرافق والفضاءات، فكيف أنه لا يسمح لحامله بولوج ملاعب كرة القدم المفتوحة ولو بحمولة 50 في المائة (بعيدا عن حمولة مائة في المائة).

 

لقد تسبب إغلاق ملاعب كرة القدم في وجه الجمهور المغربي منذ بداية الجائحة في أضرار جسيمة وكارثية للأندية وفرقها الرياضية بما فيها الفرق الكبيرة في المغرب، مما أدى إلى استنزاف و "فقر" الموارد المالية المهمة والأساسية، ولم تعد الفرق الرياضية قادرة على الوفاء والالتزام بتعاقداتها المالية سواء مع المدربين أو اللاعبين والأطر الإدارية والتقنية. حيث أدى هذا القرار المرتجل والعشوائي إلى بروز مآسي اجتماعية وإنسانية وسط هذه الفئة التي يعتبر "شغل/عمل" الممارسة الرياضية موردها ودخلها الوحيد والأساسي الذي تعيل به أفراد أسرها وعائلاتها وتفي من خلاله بالتزاماتها الاجتماعية والإنسانية.

 

إن قرار إغلاق ملاعب كرة القدم في وجه الجمهور خطأ كبير يجب تداركه، على اعتبار أن مداخيل بيع التذاكر تعتبر من أهم المداخيل التي تعول عليها الأندية والفرق الرياضية لكرة القدم، بعد مداخيل الاستشهار الخاصة بالشركات التي تروج لمنتوجاتها وسط الملاعب الرياضية.

 

لقد لاحظنا في هذا الشأن أن البطولات الدولية في منافسات كرة القدم تستقبل عشرات الآلاف من الجمهور، وهناك مباريات أقيمة أمام أكثر من 70 ألف متفرج كما وقع أثناء منازلة فريقي "ليفير بول وأتليتيكو مدريد" التي أجريت في الأيام القليلة المنصرمة أمام 68 ألف عاش لكرة القدم. مع العم أن إنجلترا مازالت تعاني من انعكاسات فيروس كورونا وربما وضعها الوبائي شبيه بوضعنا المغربي أو أحسن منها.

 

كان من الأجدى على حكومة عزيز أخنوش أن تمنح للشعب المغربي مهلة زمنية (على الأقل شهر) للسماح للمواطنات والمواطنين المترددين من أجل الذهاب لأخذ جرعات التلقيح (الجرعة الأولى)، تفاديا لمشكل الاكتظاظ وما يترتب عليه من مشاكل أخرى لا حصر لها، وقد سجلنا مؤخرا تقاطر مئات المواطنات والمواطنين على مراكز التلقيح مما تسبب في اكتظاظ مهول أمام تلك المراكز في جميع أنحاء ربوع المملكة.