الخميس 18 إبريل 2024
سياسة

حمداني: الأحزاب مطالبة باقتراح الكفاءات الصحراوية لتولي المسؤوليات الحكومية والإدارية

حمداني: الأحزاب مطالبة باقتراح الكفاءات الصحراوية لتولي المسؤوليات الحكومية والإدارية الدكتور مولاي بوبكر حمداني
سجل الملاحظون باستغراب عدم حضور الكفاءات الصحراوية في التشكيلة الحكومية المغربية المعلن عنها يوم الخميس 7 أكتوبر 2021.
وفي هذا الإطار طرحت "أنفاس بريس" على بعض الفعاليات بالأقاليم الجنوبية سؤالا حول" إلى متى ستظل هاته الاقاليم مغيبة من مركز القرار الحكومي خاصة وقد انخرطت الساكنة الصحراوية بشكل لافت في المحطات الانتخابية المغربية الأخيرة ؟ فتوصلنا من الدكتور مولاي بوبكر حمداني بالورقة التالية:
لقد أظهرت انتخابات الثامن من شتنبر 2021 مشاركة مكثفة لساكنة جهات الصحراء، حيث تصدرت أعلى النتائج على الصعيد الوطني، موجهة بذلك رسائل الى الخارج قبل الداخل، عن علاقة البيعة الموصولة التي تربط ساكنتها بالجالس على العرش تأكيدا للشرعية الرمزية والسيادية لهذه العلاقة، ومن ناحية أخرى انخراطها الكبير في مسار الشرعية الديمقراطية المؤمنة بالتداول السلمي على السلطة.
ان الخيار الديمقراطي هو الضمانة للمحافظة على التجند الشامل لجميع مكونات الشعب المغربي، لمجابهة كل المناورات التي يقوم بها خصوم وحدتنا الترابية، وقد اعتبرت محطة انتخابات 2021 نموذجا في هذا المسار والتي انخرط فيها مواطنو الاقاليم الجنوبية بنسبة مشاركة قاربت % 80، حاملة أكثر من دلالة وإشارة لخصوم وحدتنا الترابية، وعلى وفائها الدائم لثوابت المغرب ومقدساته، وعلى رأسها قضيته المصيرية، عبر المساهمة الإيجابية فيها، بروح المواطنة الفاعلة.
ولعل هذا العهد المتواصل بين ملوك هذا الوطن وأبنائه المتمسكين بالوحدة في الأقاليم الجنوبية، كان وما يزال، بمثابة الحصن المنيع، الذي يحمي المغرب من مناورات الأعداء، ومن مختلف التهديدات. كما مكن من تحقيق العديد من المكاسب والمنجزات، التي تمثل مناط اعتزاز من الجميع، في ظل الوحدة الجاذبة والأمن والاستقرار.
لقد كان المغرب ولا يزال هو البيت المشترك لجميع المغاربة في شماله وجنوبه، الا أن الواقع اليوم أظهر أن الأحزاب رغم ما تقوم به من مجهودات من أجل القيام بأدوارها في تأطير المواطنين واستقطاب الكفاءات الوطنية الجيدة لتدبير الشأن العام، إلا أنها مازالت عاجزة عن استقطاب نخب جديدة من أبناء الأقاليم الجنوبية واقتراح ترشيحها للمسؤولية الحكومية والادارية، وذلك منذ فترة طويلة تعود الى تولي خليهن ولد الرشيد لوزارة الشؤون الصحراوية ما بين 1977 و1992 ، ثم تقلد الدكتور بيد الله منصب وزير الصحة بين 2002-2007، ووصولا لشغل كل من امباركة بوعيدة ورقية الدرهم لمنصب كاتبة الدولة.
ان عجز الأحزاب عن تعبئة النخب الصحراوية للانخراط في العملية السياسية، سيسمح لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال هذا الخلل للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس ما حققه من مكاسب ومنجزات، الشيء الذي يدعوها الى العمل أكثر على تجديد أساليب استقطابها للنخب وتطوير آليات اشتغالها، واستبعاد منطق عقلية المركز والمحيط، والانفتاح بشكل أكبر على النخب في المغرب العميق والجهات النائية وتجاوز تلك المركزية المتحجرة التي لطالما كانت محط انتقاد من اعلى سلطة في البلاد.
إن التوجه نحو الجهوية الحقة المعززة لقيم الوحدة والتضامن، تتطلب السير معا لتوفير الظروف المناسبة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية الكبرى التي تم اطلاقها في الأقاليم الجنوبية، واستجابة مختلف الهيئات السياسية والحزبية، لما هو منتظر منها عبر تجاوبها المستمر مع انتظارات أبناء الصحراء، والعمل على تعزيز مناخ الثقة وتعزيز مشاركة النخب والكفاءات الوطنية عالية المستوى من أبناء الأقاليم الجنوبية واقتراحها لتولي المسؤولية الحكومية والإدارية وفي صفوف الإدارة الترابية والسك الدبلوماسي، على أساس الكفاءة والاستحقاق، وبما يتناسب مع رهانات كسب قضية الوحدة الترابية، وبما يجيب على حجم مشاركة الأقاليم الجنوبية الواسعة في الاستحقاقات الانتخابية والتي كانت محط اشادة عالمية وجوابا على كل دعوات التفرقة وتقسيم الدول الذي يمثل الشغل الشاغل للعديد من الدول المتربصة بوحدة المغرب واستقراره.