السبت 20 إبريل 2024
سياسة

سؤال مقلق: لماذا خسر حزب الاستقلال معركة رئاسة المقاطعات بالبيضاء؟

سؤال مقلق: لماذا خسر حزب الاستقلال معركة رئاسة المقاطعات بالبيضاء؟ نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال

اقتربت الدار البيضاء من الحسم النهائي في أسماء رؤساء جميع المقاطعات الجماعية. إذ باستثناء مقاطعتين، وهما: عين السبع وعين الشق، تم الحسم في رؤساء مقاطعات المدينة الذين يتوزع انتماؤهم إلى أحزاب: التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الدستوري. هذا الأخير يمكن اعتباره الحزب الذي نجح على مستوى تدبير مفاوضاته، مع الأحزاب التي احتلت المراتب الأول، وهي الاستقلال والبام والأحرار. فإلى جانب أنه استطاع التواجد ضمن فريق عمل العمدة نبيلة الرميلي،(في شخص محمد جودار الذي حاز منصب نائب العمدة)، فقد تمكن حزب الحصان من رئاسة ثلاث مقاطعات وهي: الحي المحمدي وابن امسيك والصخور السوداء.

 

وإذا كان حزب الاتحاد الدستوري (حصل على 11 مقعدا في مجلس مدينة البيضاء) تمكن من الظفر برئاسة ثلاث مقاطعات بالبيضاء، فإن حزب الاستقلال (الذي حصل على 23 مقعدا في مجلس المدينة)، ويدخل ضمن خانة الأحزاب المحتلة للمراتب الأولى، خرج خاوي الوفاض من المقاطعات التي تم الإعلان عن رؤسائها. وبالتالي يعتبر  هذا الحزب الخاسر  الأكبر في البيضاء. إذ رغم وجوده ضمن تحالف الأحزاب الثالثة، فإنه لم يتمكن من رئاسة أي مقاطعة من المقاطعات.

 

صحيح أن محمد فهيم، عن حزب الاستقلال، لا يزال يصارع من أجل الظفر بمنصب رئاسة مقاطعة عين الشق، لعلها تنقذ وجه حزب علال الفاسي في أكبر مدينة بالمغرب، لكن مهمة فهيم لن تكون سهلة، بسبب رغبة حزب التجمع الوطني للأحرار في شخص شفيق بنكيران في تسيير هذه المقاطعة.

 

"أنفاس بريس" سألت بعض الاستقلاليين حول عدم قدرة الحزب على رئاسة أي مقاطعة من المقاطعات لحد الآن، فاختلفت الأجوبة من طرف إلى آخر.

 

ففي الوقت الذي أكد فيه محمد فهيم، مستشار جماعي بمقاطعة عين الشق، أن السبب يكمن في عدم احترام بنود اتفاق الأحزاب الثلاثة (الأحرار والأصالة وحزب الاستقلال)، حرص على التأكيد أن هذا التحالف نجح في المجالس الثلاثة الكبرى (عمالة.. مدينة.. وجهة)، إلا أنه فشل في العديد من المقاطعات بالبيضاء.

 

وقال محمد فهيم: "لقد كان من المفروض أن يكون هناك تنازل من قبل حزبي الأحرار والبام في بعض المقاطعات حتى ولو كان الحزبان يتوفران على أغلبية عددية بهذه المقاطعات". مضيفا أنه لم يمكن هناك توزيع عادل في رئاسة المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية.

 

من جهة أخرى، أكد مصدر استقلالي أن المشكل يكمن في حزب الاستقلال، الذي فرط منذ سنوات في الكثير من الوجوه الاستقلالية المتشبعة بمبادئ الحزب وتستعد للتضحية من أجله، وتم الانفتاح على وجوه أخرى لم تتمكن من فرض تصورها داخل العديد من المقاطعات بالبيضاء. وأضاف أن قيادة الحزب تتحمل جزء كبيرا فيما حصل، لأنها كان عليها أن تضغط من أجل أن يتمكن هذا الحزب من رئاسة على الأقل أربع مقاطعات بالبيضاء، لأنه لا يعقل (والكلام لمحاورنا)،أن يتمكن حزب الاتحاد الدستوري من رئاسة ثلاث مقاطعات، في حين يفشل  حزب الاستقلال في هذه المهمة.

 

ويترقب الكثير من الاستقلاليين حاليا نتيجة انتخاب رئيس مقاطعة عين الشق (الجلسة ستعقد يوم الاثنين 4 أكتوبر 2021) لعل هذا الحزب يتمكن من رئاسة  هذه المقاطعة، علما أن الطريق نحو رئاسة عين الشق محفوفا بالكثير من الأشواك، بسبب شراسة التنافس مع حزب التجمع الوطني للأحرار...