الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: "بورصة لحلالف" لبيع وشراء "الحلوف" لإنشاء التحالفات...

محمد الشمسي: "بورصة لحلالف" لبيع وشراء "الحلوف" لإنشاء التحالفات... محمد الشمسي
في كل سنة في كل شهر في كل يوم في كل ساعة وفي كل دقيقة وثانية يتأكد لمن قاطع ويقاطع  الانتخابات انه "مكاينش علاش يندم"، وحتى الذي غمرته الحماسة للدفاع عن الحومة وعن الدوار وعن المدينة وعن الجهة أيام تزاحم الشعارات في الحملة السعورة، سرعان ما "فاق من الغفوة" حين رمق جيش الناجحين من "الاعضاء" يختفون مثل شمس الغروب، و"يطفيو تلفوناتهم" ويقولون للناخبين"كان هنا"، ويتحولون إلى أشباح، منهم من "خلع"عائلته "عليه" حتى توجهت "باش تديكلاري بالاختفاء ديالو عند الجدارمية او البوليس"، هناك من يقول إنهم سيقوا طوعا وكرها إلى "فيرمة" وبداخلها تم عزلهم و"علفهم" وشرع "مول تا..حلوف" يقدم الاعلاف المناسبة لكل "حليليف الشارد" منهم ، وهناك من يقول إن السادة الاعضاء عرضوا أنفسهم للخطف مع سابق الاصرار والترصد، "باش يضبرو على روسهم"، لأنه ما الجدوى من صداع الراس في هذه الانتخابات غير "الصرف والحبة" وطبعا "طز في الديمقراطية"؟ وآخر يقول إنهم بعد أن نجحوا في شراء الاصوات خلال أيام الانتخابات و"خسرو  رزقهم"، حان الوقت ليبيعوا  أنفسهم بعد أن "ولا ليهم الشان" بأصوات "المغفلون في الأرض" ، فعلى الأقل "الواحد منهم يرد شوية من اللي خسر في الحملة"، مع "شي مصلحة ديال الرخص او التعمير وآرا برع" و"ديما انتخابات"، و"خمس سنين بيليكي وخليني من الديبحشي"، حسب رواية المرحوم إياه.
وقد شاهدت مشهدا مؤسفا محزنا في الانترنت لبعض الأعضاء (ولو أن الأعضاء فيها وفيها داخل الجسم) يضعون الأيدي فوق بعض والكل فوق المصحف،و"دايرين ضوارا"،  وخلفهم "البابا" يلقنهم قسما عظما غليظا مدفوع الأجر سلفا، ألا يخونوا "التحالف" وأن يبقوا "حلالف حالفين مخلصين مخلوضين إلى يوم التصويت على زعيمهم" ، يبايعون  "الحلوف الكبير"،  يمنحونه الأنياب والذيول والمؤخرات والأصوات وينصبونه حاكما لقطيع التحلوف او التحالف كما تقول اللغة العربية التي فقدت فصاحتها، في زمن تمردت الكلمات على معانيها،  وحلف المتحلفون او المتحالفون  أن يبقوا حلالف خلف الحلوف الكبير ، وألا يستميلهم أي "حلف او حلوف" منافس، خاتمين بالدعاء عليهم أن يمسخهم الله إلى آدميين إن هم نكثوا عهد الحلوف...
ترى هل عجز القانون بنسائه ورجاله على إنهاء  رعونة قطعان هذه الحلالف البرية؟ وهل فشل المشرع بجلال قدره في زعزعة مبادئ  صناعة "تحيلفات"( تصغير لتحالف)، في ظروف تبعث على مزيد من عزوف قطعان "الحلالف المستأنسة" التي جاز وصفها ب"الدمدومة" لأنها تترك فرصتها مرة كل خمس سنوات في أن تصبح حلوفا يسود ويحكم لكنها تتورط مرة اخرى ويستغفلها صغار الحلالف بتحليلفات او بتحالفات تنسف مستقبلها وتبقيها حلالف مع وقف التنفيذ...
يقولون والله أعلم أن ثمن "العضو" الواحد وأقصد "العضو البشري" من سلالة الاعضاء الناجحين، لإكمال خدعة "التاحالوفات" تجاوز 40 مليون ل"الراس" أو ل"الحليليف الواحد" لبناء بعض من  "تا...حلوفات" وأكثر ، ولو أن صديقا بالغ في الثمن حين تحدث عن "واحد عاطي فجوج حلالف 500 مليون" حتى ينهي بناء الزريبة، وهناك من تحدث عن ظهور طائفة من "ممولي التحالوفات" ممن يصطادون "الحلالف" الضالة والنافرة من كل دائرة ليصنعوا مستنقعا قذرا يقدمونه للحلوف الكبير الذي بها يكتسح الجماعة الترابية ويدخلها دخول "الحلالف الماردة"....
ويقولون إن حاجة ممول التحالوفات هي انه سيحولهم الى "كلاب صيد" عند الحاجة، وقد ثبت بالبرهان ان الحلوف يتحول بفعل المال إلى كلب ينبح ويعض، فإذا أراد  الممول شيئا من الجماعة الترابية او فيها، يقول لهم "تشبلا" فتقفز الحلاليف بالإجماع ملبية للكبير شهوته في نباح وبصبصة، وبالجماع أو بالإجماع وقد تشابهت علينا الكلمات.
لماذا مثلا لا يضع المشرع نصا يجعل مكاتب الجماعات الترابية تتشكل بالضرورة من الاحزاب الأولى بحسب ترتيب هذه الاخيرة من حيث عدد الاصوات المعبر عنها لكل حزب؟ لماذا لم يشن القانون حملة لوأد قطعان الحلوف التي تعبث بالتحالفات؟.
 ربما حتى المشرع نفسه ومعه السيد القانون  تستهويهما لعبة"التحالوفات" أو أن صغارهما مهوسين بالتفرج على "تنفاز لحلالف" وعلى جريها وشخيرها...
في المحصلة نلتفت للمقاطعين الذين لم تتلطخ أيديهم بانتخاب أي "عضو"، ولم يساهموا في صناعة أي تاحالوف، ونقول لهم "سعداتكم...مديتو ذنوب"، لأن "الحلوف" كسر صندوق الاقتراع،  وتغوط على الارادة الشعبية، ومسح بمحاضر التصويت، وبال على الكتلة الناخبة، وجعل له بركة مقززة نتنة ستلوث الغابة بجميع "حيواناتها"...
كل انتخابات والديمقراطية يأكلها ألف "حلوف" او تحالف او "حليلفات" فلم يعد للفارق بين كل ذلك معنى ولا قيمة.