السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد بوبكري: وحدة المملكة المغربية في صالح الكيان الجزائري وبناء مغرب كبير قوي

محمد بوبكري: وحدة المملكة المغربية في صالح الكيان الجزائري وبناء مغرب كبير قوي محمد بوبكري
يرى خبراء في شأن شمال أفريقيا أن قضية الصحراء المغربية في طريقها إلى الحل النهائي، حيث تعرف المملكة المغربية دينامية اقتصادية كبيرة، كما أن المؤشرات الحالية للاقتصاد الجزائري تنذر بانهيارهـ بسبب السياسة الفاشلة المعتمدة من قبل حكام الجزائر، حيث إن الخزينة الجزائرية في طريقها إلى الفراغ من العملة الصعبة، ما جعل جنرالات عاجزين عن تلبية الحاجات الأساسية للشعب الجزائري، وعن الاستمرار في اقتناء الأسلحة...
إضافة إلى ذلك، فالأطروحة الجزائرية المعادية لمغربية الصحراء صارت تفقد السند أفريقيا ودوليا... تبعا لذلك، فإن المملكة المغربية قد أوشكت على حسم هذا الملف...
ويؤكد بعض الخبراء كذلك أن الحسم النهائي لهذا الملف من قبل المغرب، هو في مصلحة الوطن والشعب الجزائريين معا، حيث أنفق الجنرالات جبالا من ملايير الدولارات على التسلح ومليشيات "البوليساريو"، ونهبوا ملايير تحت غطاء "صفقات" باسم كل ذلك، فكان الخاسر الأول هو الوطن والشعب الجزائريان، حيث عوض توظيف هذه الأموال الخيالية في تنمية الوطن والشعب، فإن الطموح التوسعي للجنرالات جعل أموال الجزائر تذهب سدى، وتتبخر، فبقي الشعب الجزائري يعاني من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تكاد تخنق أنفاسه.
فضلا عن ذلك، لقد احتجز حكام الجزائر بعض الصحراويين المغاربة في مخيمات "تندوف" في ظروف تنعدم فيها شروط الحياة، حيث لا سكن لائق، ولا تطبيب، ولا تعليم، ولا ظروف بيئية سليمة... وكلما احتج هؤلاء المحتجزون المغاربة على ظروفهم المأساوية، واجهتهم مليشيات "البوليساريو" والجيش والدرك الجزائريين بالرصاص، حيث لا يمضي أسبوع بدون سقوط ضحايا من الصحراويين المغاربة المحتجزين، ما يفرض على المغرب مطالبة المنتظم الدولي بتنظيم استفتاء في مخيمات "تندوف" يمكن الصحراويين المغاربة من الاختيار بين الاختيار بين البقاء في المخيمات، أو العودة إلى الصحراء المغربية. ويكاد يجمع العارفون بأوضاع هؤلاء المغاربة المحتجزين أن فضاء المخيمات قد ضاق بهم، وانكسرت قلوبهم، فصاروا يتطلعون إلى من يخلصهم من قساوة اعتقالهم هناك، لأن معاناتهم طالت، ولم يعودوا يستطيعون تحمل أوضاعهم التي لا تطاق...كما أنهم يرغبون في التخلص من قمع مليشيات "البوليساريو" والجيش الجزائري وعنفهما...
فوق ذلك، يدعي جنرالات الجزائر أنهم يساندون حركات التحرر، لكن هل يمكن أن يقودوا هذه الحركات بعصابة يتحكم في صفوفها سفاحان مثل "الجنرال خالد نزار" و"الجنرال توفيق محمد مدين" وأعضاء عصابتهما التي ما تزال أياديها ملطخة بدماء حوالي نصف مليون جزائري الذين سقطوا ضحايا نتيجة لعنف هذه العصابة في "العشرية السوداء"، خلال فترة تسعينيات القرن الماضي؟ كما أن هذه العصابة كانت منذ نشأتها جزءا من الاستعمار، حيث أصبحت تساند إسبانيا ضد المغرب، لأنها تعتبر الأراضي التي تحتلها إسبانيا إسبانية، رغم أنها أراض مغربية تحتلها إسبانيا.
زيادة على ذلك، فإن أغلب النخب السياسية الجزائرية الحالية، هي نخب ضعيفة، موالية للجنرالات، لأنها لا تراعي إلا مصلحتها الخاصة، ولا تولي أي أهمية لمصلحة الوطن...
كما أن الجنرالات يناهضون بناء المغرب الكبير، لأنهم صاروا جزءا من المنظومة الاستعمارية التي تؤطرهم، وتضمن لهم الاستمرار في السلطة، ما جعلهم يرفضون الاقتناع بفشل كل خططهم. وهذا ما دفع بهم إلى العمل ليل نهار من أجل تقسيم المملكة المغربية بإيعاز من دول استعمارية لا تريد للمغرب أن يشق طريقه باستقلال عنها. لكن ظروف هؤلاء الجنرالات لن تمكنهم من إنجاز ذلك، بل إنهم خسروا كل شيء، دون أدنى جدوى، فأفقروا الشعب الجزائري وقهروه، ومن المحتمل أن ينهار الكيان الجزائري بسبب الفقر الثقافي للجنرالات، وانغلاقهم الفكري...
فوق ذلك، يدعي حكام الجزائر أنهم يدافعون عن الأمن القومي، لكنهم لا يعملون إلا على خلق التوتر في المنطقة، ما يعني أنهم ضد هذا الأمن القومي... ويؤكد بعض الخبراء أن وجود مغرب قوي مجاور للجزائر، يمكن أن يحمي الجزائر غربا، الأمر الذي يعد إيجابيا لها. ويبدو أن الجنرالات قد تشربوا الفكر البدوي السلفي القومجي التوسعي لـ "هواري بومدين"، ما جعلهم ينخرطون في معاداة كل جيرانهم غربا وشرقا وجنوبا، لأنهم يرغبون في التوسع على حسابهم، وهذا ما يشكل خطرا على الأمن القومي بشمال أفريقيا ودول الساحل...
ومن المغالطات التي يروجها حكام الجزائر أن "المغرب هو عدوهم التقليدي"، لكن المغرب ليس عدوا للجزائر، بل إنه حريص على سيادته، ولا يقبل أن يتم إضعافه من أي كان، لأن تاريخه وثقافته لا يسمحان بذلك؛ فالمغرب دولة ذات سيادة لا تقبل أن تملى عليها القرارات من أية جهة، كما أنها ترفض التدخل في علاقاتها الدولية، لأن تمسكها بسيادتها على قرارها نابع من طبيعتها وتاريخها وثقافتها، الأمر الذي يشكل جوهر كينونتها...
يدعي حكام الجزائر أنهم يساندون المسلمين، والحال أنهم ساندوا الصرب ضد المسلمين، كما أنهم لم يساندوا مسلمي الصين في محنتهم الحقوقية. وإذا كان جنرالات الجزائر يتبجحون بأنهم يساندون الفلسطينيين، فإنهم في واقع الأمر يسعون إلى استغلال القضية الفلسطينية للمتاجرة بها لصالحهم، ولصالح حلفائهم الإيرانيين... هكذا، فماذا فعل هؤلاء الحكام عمليا لصالح الفلسطينيين؟ وما هي إنجازاتهم في القطاع والضفة؟ إن المساندة لا تكون بالكلام، بل بالعمل.
وإذا كان جنرالات الجزائر يدعون الدفاع عن الحرية، فيبدو للملاحظين أنهم آخر من يحق له أن يتكلم عن الحرية، لأن من يرفض الحرية لشعبه لا يمكن أن يدافع عنها لصالح غيره. وما دام حكام الجزائر يحرمون الشعب الجزائري من حرياته وحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فإنهم لن يدافعوا عنها لصالح شعوب أخرى؛ فالمتسلط في بلاده، لا يمكن له، بطبيعته، أن يكون رائدا للحرية في بلدان أخرى.
علاوة على ذلك، فإن شعوب المغرب الكبير تواقة إلى بناء مغرب كبير، الأمر الذي يعارضه حكام الجزائر، ما جعلهم ضد شعوب المنطقة، لأنهم يحلمون بالهيمنة على كل شيء. وهذه عقلية مرفوضة من قبل شعوب شمال أفريقيا ودول الساحل، لأن روح العصر لا تقبل بذلك.
لذلك، يرى بعض الخبراء أن جنرالات الجزائر يشكلون عائقا في وجه بناء المغرب الكبير، بل إن هؤلاء الخبراء يتأسفون، لأن طبيعة سلطة الجنرالات وثقافتهم قد تؤديان إلى انهيار الكيان الجزائري، ما يتطلب بناء دولة مدنية جزائرية ديمقراطية حديثة...