لو تصفحنا سير الناجحين من حولنا لوجدنا أن كل واحد منهم لديه قصة حبلى بالمعاناة رافقت بدايته وساهمت بصنع النجاح الذي يعيش فيه، فالإخفاقات وقود ودافع للمثابرة.. إن الاجنحة التي لا ترفرف لا تطير كما يقول المثل، فمن أراد أن يمخر عباب السماء فعليه أن يتحمل الألم. هذا الألم هو الذي سيحمله للأعلى، هذا هو ما يمكنني أن أقوله في حق هذه السفيرة والحقوقية المناضلة والتي حققت الكثير من النجاحات في وقت وجيز في العديد من المجالات..
إنها التجربة الجديدة للمغرب في عالم الدبلوماسية، حيث ثم اختيار السياسية و الحقوقية المحنكة و التي كانت و ما زالت القريبة من الشعب عوض الدبلوماسي الذي خاض سلم مدرسة الدبلوماسية، و النتيجة كانت واضحة هو تحقيق التقارب المنشود مع مغاربة الدانمارك و خدمة المواطنين و المصالح العليا للوطن كما نصت العديد من خطابات الملك محمد السدس في هذا المجال، فقد دشنت خديجة الرويسي عهدا جديدا لدبلوماسية سلسة و بسيطة مفهومة من طرف كل شرائح الجالية المغربية من الجيل الأول و الجيل الثاني نساءا و رجالا و شبابا.
خديجة الرويسي وحقوق الانسان:
دم يجري دفاعا عن حقوق الانسان هذه المرة مع طفلة مغربية ذات 11 سنة ولدت وترعرعت في الدانمارك ولا تعرف لغة ولا ثقافة أي بلد آخر، حيث أرادت السلطات الدانماركية طردها لعدم توفرها على قانون الإقامة، حتى تصدرت كبريات الصحف الدانماركية خبر دفاع خديجة الرويسي على الحقوق العامة لهذه الطفلة في تحد كبير للدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان..
خديجة الرويسي والإدارة والتغيير الجدري في سفارة المملكة بالدانمارك:
ما فتئت خديجة الرويسي أن تسلمت و باشرت عملها على راس الدبلوماسية المغربية في الدانمارك حتى أحدثت منظومة متكاملة في الانفتاح على المجتمع المدني و المجتمع الدانماركي، و تميزا في التسيير الإداري لشؤون المصالح القنصلية التي كانت تعاني بعض الإخفاقات و تمديد أوقات العمل التي لاءمت متطلبات مغاربة الدانمارك، كما بدأت ورش الأعمال الكبرى في إصلاح مبنى سفارة المملكة المتهاري و كذلك مبنى الإقامة في إطار استراتيجية تغيير المفهوم الذهني السلبي السائد لدى مغاربة الدانمارك عن سفارة المملكة المغربية بالدانمرك. و في خلال أقل من عام نجحت السفيرة في إعادة ثقة مغاربة الدانمرك في تعاملها مع سفارة المملكة، و أصبح الإنطباع السائد لدى الجالية هو انطباع تسوده الأريحية و الطمأنينة.
خديجة الرويسي والمصالح العليا للوطن:
إن توجه الدول الاسكندنافية عموما و خصوصا بعض شرائح المجتمع المدني فيها و بعض المنظمات و الأحزاب في دعم الطرح الانفصالي للبوليساريو، كان دافعا و سببا للسفيرة أن تجمع قوى الدبلوماسية الرسمية و الموازية للتصدي لهذا الخطر المتمدد، و ربطت بالتالي العديد من العلاقات و فتحت العديد من القنوات الدبلوماسية و السياسية التي تفاعلت مع الطرح المغربي لحل هذه الأزمة في إطار السيادة المغربية و داخل المنظومة الأممية، مما جعلت وزير الخارجية الدانماركي أناس سامويلسن يصرح بحق المغرب في تسويق بضائعه داخل الإتحاد الأوروبي بما فيها الدانمرك عكس ما يروج له دعاة الإنفصال من استغلال الثروات الطبيعية للأقاليم الصحراوية، و توج هذا التصريح بزيارة وزير الخارجية الدانماركي للمغرب تعتبر الأولى في المنطقة.
خديجة الرويسي وسياسة الباب المفتوح:
الباب المفتوح والهاتف المفتوح حتى خارج أوقات الدوام هي ميزة السفيرة في تفاعلها مع كل شرائح مغاربة الدانمارك، الذين رحبوا بهذا الانفتاح الغير المعهود و تحظى بالتنويه على لسان كل المغاربة في الدانمرك و خصوصا رؤساء جمعيات المجتمع المدني.
خديجة الرويسي والحضور المستمر في الساحة:
إن الحضور المستمر لسفارة المملكة وعلى رأسها السفيرة الرويسي في كل الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية والحقوقية و الشبابية داخل المجتمع الدانماركي لجعلها تحظى بثقة متميزة لدى المجتمع الدانماركي الديناميكي، و أعطى وزنا ومصداقية و حضورا لمغاربة الدانمرك داخل منظومة الرأي العام الدانماركي.