الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يزيد بركة: الجديد في مراكز الثقل في الصراعات السياسية والاقتصادية بالمغرب

يزيد بركة: الجديد في مراكز الثقل في الصراعات السياسية والاقتصادية بالمغرب يزيد بركة
منذ عقود مضت كانت المدن الكبيرة، هي التي تتجمع فيها كافة روافد الصراعات السياسية والاقتصادية بالمغرب، ولا تنكشف هذه الحقيقة بكامل الوضوح إلا مع التحضير للانتخابات سواء منها الجماعية او التشريعية ، ومع حدوث تطور نسبي افقيا في الطبقات السائدة وتغلغل فئات البورجوازية الزراعية في مجالات أخرى متعددة غير الزراعة وتبني الجهوية استقطبت أغلب المدن تطلعات طبقية كبرى تتعدى ما كان ضمن محاور اهتمام هذه المدن في الأساس وأصبحت منارات لكل الطبقات للتمدد صناعيا وزراعيا وخدماتيا وفي كل ما تحمله التكنولوجيا الحديثة من آفاق.
تتبعت ما تحضره الأحزاب السياسية من عدة سياسية واقتصادية واجتماعية وبشرية ( الأسماء التي تريد أن تخوض بها الصراع وأن تسير بها الشأن العام ) ، ولاحظت ان هذه العدة تنقسم إلى قسمين أساسيين قسم مرتبط بما هو رسمي في تحديد المنطلق والمسار وفي تدفق الدماء وفي حدود ما يمكن تنفيذه من وعود، وهذا القسم هو أصلا مسؤول عن تدبيج وتنفيذ السياسات الحالية ، وقسم بعيد عن ما هو رسمي يحمل تطلعات نابعة من طبقات وفئات اجتماعية في كل مرة يخيب أملها في تحقيق تنمية حقيقية لا في المدينة ولا في الإقليم أو الجهة.
من الأكيد أن هذا القسم الأخير لا يمكن أن يضرب صفحا عن كل ما أعلن عنه رسميا من أوراش مستقبلية لم تتحقق بعد، ولكن لا يمكنه أن يبقى حبيس جوهرها الطبقي ، ولا يشتغل على اوراش أخرى تسرع التنمية وتستفيد منها أغلب طبقات الشعب التي وصلت الى الباب المسدود مع السياسة الاقتصادية المتبعة منذ عقود.
لما اطلعت على لائحة تحالف فدرالية اليسار بأكادير التي سيتقدم بها رمز الرسالة في المدينة والإقليم والجهة، ووقفت عند الأسماء بما تمثله من العناصر الضرورية في تحقيق برامج الفدرالية في الكفاءة والاقتدار ، وفي السن ، وفي الانتماء الطبقي ، وفي المعرفة ، وفي ممارسة سياسة الحقيقة ، وفي خوض نضال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الفردية والجماعية والتدرج فيهما منذ الطفولة ، أدركت أن مدينة أكدير ستكون مركز ثقل ومنارة للإقليم ولجهة سوس ماسة، مع المواجهات السياسية التي ستقع هناك ومع احتداد التناقضات الاقتصادية والاجتماعية بين الطبقات، وستأخذ مكانتها المستحقة في أن تتحول الى مركز ثقل كبير مع مراكز الثقل الأخرى في المغرب .
من الأكيد أن التصورات الرسمية الاقتصادية والاجتماعية لا تكفى للنهوض بالمدينة والإقليم والجهة ، ومن يعبر من الآن عن فرحه أنه سيطبقها لوحدها لن يكرس في الحقيقة الا المزيد من اليأس والتذمر في وسط المواطنين والمواطنات وعلى العكس لا مندوحة للرسالة من :  أولا وضع برنامج بسيط ومختصر في كلماته ولكنه يحمل مطالب الساكنة والطبقات المتضررة في الفلاحة بشقيها وفي الثروات الباطنية وفي الصناعة وفي الخدمات وخاصة السياحة، وفي القضايا الاجتماعية ، ثانيا الوقوف عند الأوراش الرسمية والسياسة التي تحكمها وغربلة كل البرامج والخروج بمواقف صريحة بالتفريق بين ما هو صالح وتثمينه وبين ما هو طالح  غارق في الطبقية وتحويل مبتغاه ومراميه ليكون في صالح كل الساكنة .