استنكر شيوخ القبائل الصحراوية، تدوينة لأحد زملائهم على صفحته الفيسبوكية، فيما يتعلق بحيثياث ملاحظاتهم لمحاكمة اكديم ازيك الأخيرة، معتبرين إياها تدوينة تجاوزت كل الخطوط الحمراء بالخوض في توصيفات مجافية للحقائق والوقائع، "سواء ما يتعلق بالمؤسسة التي استدعتنا للحضور انسجاما وتماهيا مع المؤسسة الاعتبارية التي نمثلها بالمجتمع الصحراوي، وبكل ما لها من رمزية داخل هذا المكون، حثث لم نسلم نحن أيضا من نقضه غير المفهوم وغير المبرر بالمرة"، يقول بلاغ موقع من 10 شيوخ، توصلت به جريدة "انفاس بريس"..
وأعاب الشيوخ على صاحب التدوينة حديثه بلغة الجمع "نحن" قائلين: "لم ننصبه يوما ناطقا رسميا باسمنا وعليه تبقى تدوينته تصرفا وموقفا شخصيا لايمثل ولايلزم إلا صاحبه، ونحن براء منه براءة الذئب من دم يوسف.. كما ندين بشدة وصفنا بالديكور والكراسي فنحن اكبر من أن نستخدم مطية سياسية لأي كان، ولن نقبل على أنفسنا ولا القبائل التي نمثلها ان نلعب دور كومبارس لتاثيت المشهد، وان الصمت الذي الذي اخترناه بعد المحاكمة ليس نتيجة دور سلبي كما يروج له البعض، بل هو نابع من إيماننا الراسخ بضرورة عدم التعليق على أحكام القضاء في انتظار جلسات النقض المقبلة، واحتراما لمشاعر عائلات المحكوم عليهم من أبنائنا، كما ان حضورنا اطوار المحاكمة كان خدمة لرسالة إنسانية نبيلة اتجاه ابنائنا وقناعة راسخة يمليها الضمير والأخلاق والانتماء، إدراكا من ان المتهم بريء حتى تثبت إدانته.."
وشجب الشيوخ ما اعتبروه "محاولة اللعب بقضية إنسانية خدمة لحسابات واجندات سياسية ومصالح شخصية ضيقة كقضية معتقلي اكديم ازيك، مستنكرين لغة التهديد والوعيد والابتزازات الضاجة بها التدوينة التي لا ندري ما الدافع من ورائها وما المراد منها.
اما بخصوص الجهة التي استدعت الشيوخ لمتابعة أطوار المحاكمة، فهي المجلس الوطني لحقوق الإنسان "والتي كان تعاملهم معنا مثاليا للغاية ووجدنا منهم كل الدعم والمساندة، ونجحنا من خلالهم في حل العديد من الإشكالات التي تكبدها عائلات المعتقلين، مسجلين اعتزامهم إعداد تقرير مفصل حول اطوار المحاكمة يعرض الحقائق بشكل واضح وجلي دون مغالطات ولا مواربة وذلك بعد انتهاء جميع درجات التقاضي، داعين في نفس الوقت نقل معتقلي اكديم ازيك للسجن المحلي بالعيون لتجنيب عائلاتهم تجشم عناء السفر الطويل ومشاقه".
وكان عبد الله الصالحي، احد شيوخ قبيلة أيت لحسن قد سجل في تدوينة له استنكاره لما اعتبره تهميشا للشيوخ الذين حضروا كملاحظين لمحاكمات معتقلي اكديم ازيك، مشبها إياهم بمثل الديكور والكراسي داخل قاعة المحاكمات.. قبل ان يحذف تدوينته، بداعي ان صفحته الفيسبوكية تعرضت للقرصنة..