الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب دبيش: السعار يقتله الماء

عبد الوهاب دبيش: السعار يقتله الماء عبد الوهاب دبيش

سكتنا سبعة وأربعين سنة على ترهات دولة الكابرانات منذ يناير 1974 وحتى قبل المسيرة الخضراء لم تدخر الدولة العسكرية الجاثمة على نفوس الشعب الجزائري الشقيق جهدا في معاداتنا في وحدتنا الترابية،  وركبت عنجهيتها المعهودة لتزعزع الاستقرار الداخلي للمغرب، معتقدين أنهم بمعاداتهم الدولة سيضعفونها ويسيطرون على المغرب وشعبه  للوصول إلى المحيط الأطلسي.

 

لست أدري أي استراتيجية دحشية وحمارية هذه التي رسخها البعض في أذهان العسكر الجزائري، وكأن المغرب دولة (قطر بها السقف) ولا تاريخ لها ويمكن أن تزيح الدولة والشعب بزعزعة الاستقرار به.

 

طيلة هذه الفترة التي تقارب نصف قرن كان المغرب يتبع سياسة الهدنة وتلطيف الجو بينه وبين الجيران لإيمانه العميق بان التصعيد لن يعطي غير التصعيد.. هذه السياسة اعتقد فيها العسكر أن المغرب يهاب "قوتهم وعنفهم وجبروتهم ويسلك سبيل الهدنة حتى لا يعرض دولته لهجوم كاسح من طرف الجيش الذي لا يقهر".

هذا الاعتقاد المجاني والمجانب للحقيقة لا تفهم  مغزاه الطغمة العسكرية ولا يمكن أن تعيه آذانهم..

 

المغرب لم يعاديكم ولم يحاربكم ومد يد المودة والإخاء لكم، لا لكونه يهابكم أو يخافكم ابدا.

المغرب قلت بداية، دولة عريقة ومتجذرة في التاريخ والمجال الذي يعنيه والجغرافيا التي تعرفه بين دول المعمور...

 

الآن تعالى سعاركم وصراخكم وخرجتم من جحوركم، لا لشيء فقط لأن المغرب طرح سؤالا وجيها على المنتظم الدولي بخصوص ما يعرف برغبة المنطقة القبائلية في حصولها على استقلالها كدولة ذات سيادة تماما مثل صراخكم بخصوص الصحراء المغربية.

 

طيلة الفترة الممتدة من 1974 وإلى اليوم ونحن نعاني من صراخكم وعويلكم وهذيانكم؛ ولما طرح المغرب حق القبائليين في حصولهم على مبتغاهم جاءكم السعار والإسهال وتبولتم في حوائجكم...

 

أنا أقول لكم إن هذه بداية انهيار بنية سياسية مغشوشة ومسوسة الجذور والأصل، لأنها دولة لم تخلقها إرادة من حرروا الجزائر وناضلوا جميعا من أجل حريتها، الكل قتلتموه من بوصوف إلى بوضياف، ولم تتركوا واحدا إلا ولكم معه قصة تعذيب أو سجن أو اغتيال أو نفي.. إنها سياسة من لا أفق له، ونهج من لا تاريخ له، وأسلوب الصعالكة الذين لا يتقنون غير القتل والذبح والاعتقالات... قدر الجزائر والجزائريين أن يتخلص الشعب الشقيق من طغمة صنعت خارج البيئة الجزائرية وخارج الرحم الجزائري.

 

وإن غدا لناظره لقريب...