الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

إدريس الكنبوري: في أفق المؤتمر القادم، حزب البيجيدي يخلق "المخزن ديالو"!

إدريس الكنبوري: في أفق المؤتمر القادم، حزب البيجيدي يخلق "المخزن ديالو"!

بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية بدأوا يحولون عبد الإله بنكيران إلى أسطورة. لأول مرة أرى هجوما على قياديين آخرين من نفس الحزب، مثل مصطفى الرميد وعبد العزيز رباح، والسبب انتقادهم لبنكيران واعتراضهم على الولاية الثالثة الشهيرة. الواقع أن هؤلاء بدأوا يفقدون عقولهم ويسلمونها إلى بنكيران، الذي تحول إلى شيخ، مع أنه يفتقد أدنى المواصفات التي تجعله شيخا.

الغريب أن هؤلاء أصبحوا يعتبرون أي انتقاد لبنكيران اصطفافا مع "المخزن". إذا كان المخزن هو البنية العميقة التي تتحكم في البنية السطحية، فإن حزب العدالة والتنمية صار له مخزنه الخاص. المخزن اليوم يريد ضمان ولاية ثالثة بأي ثمن، حتى لو كان الثمن المناورات والدسائس والاتهام بالخيانة. ليس المخزن، في الحقيقة، سوى العقلية البئيسة التي ترفض التجديد وتحول الأشخاص إلى أوثان.

عقلية المؤامرة عند بعض أتباع حزب العدالة والتنمية عقلية خطيرة. كل صاحب رأي متهم لأن النقد تدنيس للمقدس، وهكذا يُتهم الذين ينتقدون الولاية الثالثة فقط لأنهم يرفضونها، وهذا أغرب شيء يمكن أن يحصل داخل حزب ينعت نفسه بالإسلامي، وهو اعتبار التمديد مشروعا والتداول الديمقراطي جريمة. في جميع الأحزاب في العالم كله يعتبر التمديد خارج القوانين الداخلية جريمة ضد الديمقراطية، ما عدا في حزب العدالة والتنمية. والذين ينتقدون التمديد اليوم متواطئون.

هذه عقلية غير ديمقراطية تعطينا مؤشرات خطيرة، من بينها أن الإسلاميين يمكن أن ينقلبوا رأسا على عقب، وأنهم غير مستقرين على الأدبيات الديمقراطية، وأن المبدأ يمكن أن يصبح خيانة، وذلك بحسب الظروف السياسية والمزاج الشخصي. هذا ما حصل عندما كان بنكيران رئيسا للحكومة، حين بدأ يتغنى بالتماسيح والعفاريت، فقد أصبح كل ذي رأي متهما بأنه مع التماسيح والعفاريت، وهذا ما قلته في مقال منشور في مارس 2013 تحت عنوان "التماسيح والعفاريت وشرف السياسة"، تحدثت فيه عن توظيف ذلك الشعار ضد أي شخص ينتقد الحكومة، جاء فيه: "غير أن أخطر ما في هذا التوظيف هو أنه يتحول إلى شبه محكمة تفتيش سياسية لمصادرة حق الآخرين في النقد، وهو خطاب جديد لم يُعتد مثله في الحياة السياسية في الماضي، إذ أصبح من المعتاد اتهام أي شخص ينتقد الحكومة الحالية بأنه "يعمل لجهات معينة" أو "يدافع عن الفساد" أو "ينفذ تعليمات" أو "يشوش على الحكومة"، وهو سلوك خطير وغير سليم لأنه يستخدم التعميم والتعمية والتلبيس، كما أنه في نفس الوقت يعتبر عدم اعتراف بالمعارضة ودليلا على النزعة التسلطية والتشكيك في الآخرين". أليس ما يقوم به أصحاب الولاية الثالثة اليوم هو التشويش على الحكومة؟.

اليوم يحصل نفس الأمر. لم يتغير شيء.