تفاعل كبير للجالية المغربية عبر العالم عقب الفاجعة التي أودت بحياة الأب فيصل حيطوط 49 سنة من مدينة سلا وأربعة من أطفاله سافير سحر (3 سنوات) صوريا (5 سنوات) وسيف (11 سنة)، نتيجة سكتة قلبية سببها اختناق من جراء حريق مفتعل داخل منزلهم بمدينة كومو الإيطالية.
وأثار تشييع جنازة الأطفال بالكنيسة وبطقوس مسيحية، سخط بعض الغيورين على الهوية المغربية، تعاليق وفيديوهات غطت صفحات الفايسبوك، محملة المسؤولية للدبلوماسية المغربية بإيطاليا وجمعيات المجتمع المغربي بإيطاليا.
وحسب مصادر مطلعة أكدت لنا أن القنصل العام للمملكة المغربية بميلانو بورزكي الريحاني، أنه اتصل مباشرة بعد سماعه بالواقعة بالسلطات الإيطالية بمدينة كومو، معربا لهم أن الدولة المغربية ستتحمل جميع نفقات نقل جثامين العائلة إلى المغرب. وأكدت نفس المصادر أن وزارة الهجرة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية يتابعون عن كثب أحداث هذه الفاجعة.
إلا أن القنصل العام والجالية المغربية فوجئوا بقرار أم الأطفال، التي كانت تقطن في مصحة للعلاج النفسي، برفض ترحيل أبنائها للمغرب، وإعطاء الحق للطائفة الإنجيلية بتشييع جنازة الأطفال بطقوس مسيحية، والسماح لأم الهالك بنقل جثمانه إلى المغرب.
صباح يوم السبت 28 أكتوبر 2017 وصل جثمان الأب فيصل إلى المغرب بعد صلاة الجنازة التي تمت بإحدى المساجد بمدينة كومو. وإلى حد الآن ليس لنا أي معلومة تؤكد مكان دفنه هل في المقبرة المسيحية أم المقبرة الإسلامية، خصوصا وأن جل الصحف الإيطالية تدعي أن العائلة المغربية اعتنقت الديانة المسيحية الإنجيلية. ولابد من الإشارة إلى أن بعض المغاربة يبدون انتماءهم للمسيحية فقط للحصول على مساعدات الكنيسة.
وتبقى دوافع الجريمة مبهمة والبعض يرجح أن الأب أقدم على فعل هذه الجريمة، لأن موظفة المساعدة الاجتماعية هددته بنزع حضانة الأطفال، والبعض الآخر يرجح أن الأب يعاني أزمة اقتصادية حادة ولا يجد حتى الطعام لأبنائه.
كل هذه الدوافع تبقى ضعيفة للقيام بهذا العمل الإجرامي، خصوصا وأن البلدية صرحت بأنها قامت بتقديم جميع الخدمات (السكن وأداء الفواتير). في إيطاليا المهاجر يعيش العديد من المعاناة، إلا المعاناة مع الأكل والشرب، والمعروف أن الكنيسة تمنح للفقراء المواد الغذائية الأولية وبصفة أوفر بالنسبة المعتنقين الجدد.
ومازالت التحريات وأبحاث الشرطة الإيطالية مفتوحة ولم يعلن بصفة رسمية إلى حد الآن عن مرتكب الجريمة. وتبقى كل ما تداولته الصحف سوى فرضيات، وكل الفرضيات تبقى مقبولة حتى فرضية قيام الأم بالجريمة أو دخول طرف آخر في الجريمة، لاسيما بعد وجود الأب وأبنائه الأربعة في سرير واحد. والغريب أن وفاة الأب كانت قبل الأبناء، حيث أن في حالة الاختناق يكون الأبناء الأكثر عرضة للموت.
الشرطة العلمية وفرقة مكافحة الجريمة بإيطاليا معروفة بكفاءتها، حيث أنها لا تعتمد فقط على الوشاية أو "البركاكة"، وإنما تعتمد على الأدلة العلمية، وذلك بتوفرها على إحدى التقنيات العالمية التي تمكنها من فك رموز وشفرات الجريمة، وبالتالى تكوين سيناريو الجريمة وإيقاع بالمجرم الحقيقي.