الجمعة 3 مايو 2024
كتاب الرأي

رقية أشمال: في استثمار فرصة أركيولوجيا السياسة!

رقية أشمال: في استثمار فرصة أركيولوجيا السياسة!

في 24 فبراير 2004 هزت مدينة الحسيمة هزة عنيفة بلغت قوتها 6,5 درجات على مقياس ريشتر، خلفت أزيد من 628 قتيل و926 بجروح بليغة وأزيد من 15230 بدون مأوى.

واهتزت الحسيمة عدة مرات، كان أبرزها عامي 1910 و1927، وفي سنة 1994 شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوته 5.4، ونجم عن هذه الهزة الأرضية انهيار الآلاف من المنازل خصوصا في القرى والمداشر.

استحضار تاريخ كرنولوجيا حركات الجيولوجيا بالحسيمة، علاوة على عدد من الهزات التي عرفتها مدن الشمال (مليلية، تطوان) والشمال الشرقي (الناضور)، وما شهدته الحسيمة وامزورن من هزات في 28 أكتوبر 2016 بعد واقعة مقتل السماك الشهيد محسن فكري، كلها سلسلات أحداث... تعد بمثابة خلفية صلبة أساسية لفك شيفرات عبارة "الزلزال السياسي" بالخطاب الملكي؛ وما ترتب عنها من ارتدادات إعفاء المسؤولين، وما سيتبعها من اجراءات وتدابير..

- أقلها هو الدرس البيداغوجي لمواطنات ومواطني المجال الترابي لحراك الريف للاستئناس الإيجابي بحركة الزلازل والتعامل النفسي الايجابي معها، بعدما قاسوا الويلات من تهميش المسؤولين ومن تحولات الطبيعة وحركاتها...

- اعتبار الزلزال السياسي بمثابة فرصة مناخية سياسية بإمكانها إزاحة الطبقات السياسية الأركيولوجية الضاربة في التجدر!

- الاستثمار في التوقيت الذي يزامن استكمال سنة على مقتل/ طحن الشهيد السماك محسن فكري وما أسفرت عنه الواقعة من سلسلة حراك شهد البر والبحر.

- تفعيل (وإن جزئي) فهو بمثابة دلالة كبرى وواضحة على إعادة الثقة للمغاربة في جدوى التفعيل الدستوري لربط المسؤولية بالمحاسبة.

- أحداث هذا النوع من الهزات الخفيفة أو الناعمة ترقبا على مستوى باقي البنيات المؤسساتية العمومية وشبه العمومية والترابية المنتخبة.

- تقوية هامش الثقة لدى المواطنين والمواطنات في محاسبة المسؤولين عن عدم المنجز مع ما يروج له إعلاميا من إطلاق مشاريع ترابية ووطنية.

- تقوية أدوار ووظائف وصلاحيات المؤسسة الملكية وتعزيز ثقتها في المخيال الشعبي المغربي.

- ترهل أدوار الفاعل الحزبي.

- إقرار مبدأ مساواة الفاعل الحزبي والفاعل التكنوقراطي في المحاسبة السياسية، دون أفضلية هذا الأخير أو إعفائه من المحاسبة!

الهزة الناعمة في تفعيل سلم الزلازل السياسية كان سيكون له آثار أوسع إن شملت أولئك المسؤولين الذين يعتبرون أنهم يمتلكون مظلات تقيهم آثار الارتداد السياسي كيفما كانت طبيعته.. إلا أنه يمكن القول بناء على ما تم تفصيله ستسمح فرصة الزلزال السياسي عبر هزته فوق الخفيفة في خلخلة المزاج العام المغربي بنفس أكثر تجددا من ترقب تشكيل الحكومة بحد ذاتها...

ولعل أهم ما يمكن أن يشكل انفراجا إجرائيا ملحا واستعجاليا لاستثمار أفضل في فرصة الزلزال السياسي، العفو السياسي عن معتقلي حراك الريف، وإيقاف النزيف الذي بلغ مداه متجاوزا أطول احتجاج يشهده المغرب بعد أن كانت الاحتجاجات سمة الأطر حاملي الشواهد المعطلة..