الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

سعيد الشفاج: إنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون!!

سعيد الشفاج: إنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون!! سعيد الشفاج
أعرفك منذ سنوات أيها الأسمر الخلوق ذكرياتنا في المركز بالجديدة كانت ولادة صداقة وأخوة متجذرة، كان الأدب رفيق دروبنا والشعر والنقد مائدة حوارنا .
أي كلام بل أي الحروف التي ستوفي لحظة فراقك الأبدي وعناقك للسماء. هناك سترتاح في رحلتك من الألم. مذ سمعت برقادك أزورك لعل صوتك يعود ونظرتك تعود وابتسامتك المنهكة تشرق من خلف عينيك الصقريتين. لكن شاءت الأقدار الربانية أن تختارك وينهش المرض جسمك .لا أحد يقدر على استعادتك من حفلة السماء.
إبراهيم الحجري ليس مجرد كاتب عادي، بل هو الإنسان في جماله وإحسانه. كان سؤالك اليومي عن أصدقائك واهتمامك بالجديد من الإصدارات همك اليومي.
كنت مشغولا بإبراز الأقلام المغمورة ولم تغرك الشهرة، بل زادتك بساطة وتأدبا. كيف لي أن أزور مازاغان ولن أجدك هناك؟ كيف لنا أن نتجمع هناك دونك وأنت الغائب عنا. توقيعاتك مازالت تزين مكتبتي التي ستفتقدك. جلساتنا بمحطة النسيم ستذكرني بك، فلن أزورها أبدا بدونك.
احتضنت كتاباتي وأحببتها كما كأنها جزء منك. درب المعاكيز ستبكيك وعشق الأميرات ستسأل عنك والجمال الشعري سيذبل كمدا على فراق هرم من أهرامات النقد بالمغرب والعالم العربي. كيف لي أن أرتب صورتك بمخيلتي وقد ترجلت دون وداع؟ من سيجالسني رفقة شعيب ونضحك نحن الثلاثة نكاية في الزمن. 
فقدك لا تحتضنه الكلمات وأنت من كنت تدبج المقدمات والخواتم، ولم تكن ولا أحد كان يعلم خاتمة العمر. 
في المستشفى البارد ونظرة سعد ابنك حائرة في الممرات الباردة ذاك المساء الذي لن أسميه زرتك رفقة شلة الأحبة. سمح لنا حارس طيب عرف فداحة الفقد من عيوننا المحمرة بالبكاء، دخلنا في الممرات الباردة وولجنا غرفة الأموات. كنت ممددا في الأبيض، رفعنا الغطاء عن وجهك لم تكن ميتا بل نائما.
الرجال مثلك لا يموتون بل هم نائمون يستريحون فقط، قبلت جبينك البارد ودعونا لك من قلوبنا الخالصة المجروحة لحظة صدق ومواجهة مباشرة مع الموت وأنت الان قد ذقته.
نعرف أن الله كان أرحم منا جميعا وأن الملائكة استقبلتك بأجنحتها ووجهها النوراني وابتسامة الرضى. جيلنا كله جيل المركز وأصدقاء العمل والأدباء والنقاد يعرفون كل هذا.
كنت معلمة ثقافية وستبقى كذلك، كنت إنسانا رغم جحود الكثيرين الذين أداروا ظهرهم لانتصاراتك. كنت أخا ناصحا خفيف الظل كريما. 
وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون.