Tuesday 8 July 2025
سياسة

أديس أبابا: بنعتيق يرافع من أجل شراكة متوازنة بين إفريقيا وأوربا

أديس أبابا: بنعتيق يرافع من أجل شراكة متوازنة بين إفريقيا وأوربا

ترأس عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الوفد المغربي في الإجتماع الإستثنائي للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية والمنعقد بأديس أبابا بأثيوبيا بالمقر العام للإتحاد الإفريقي.
ويندرج هذا الإجتماع في إطار التحضير للقمة الخامسة للشراكة الإفريقية الإوربية التي ستنعقد بأبيدجان بالكوت ديفوار أيام 29/30 نونبر 2017، وقد حرص الوفد المغربي على إغناء مشاريع الوثائق المقدمة لهذا الإجتماع مع تأكيد على ضرورة التحضير الجيد لتكون هذه المحطة نقلة نوعية في علاقات الشراكة بين إفريقيا و أوربا.
وقال عبد الكريم بنعتيق، في تصريح لوسائل الإعلام أول أمس الاثنين بأديس أبابا إن المغرب يدعو بقوة إلى إرساء شراكة "متوازنة"بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي من شأنها خدمة مصالح الطرفين، وتمهيد الطريق أمام مستقبل مشرق لإفريقيا وأوروبا.
وقد حرص المغرب على السير بخطى تابثة واستراتيجية على التوجه نحو التعاون جنوب- جنوب، حيث قام الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، بزيارات منتظمة إلى عدد من الدول الإفريقية، واضعا نصب عينيه ترسيخ نموذج للتعاون جنوب-جنوب، باعتباره السبيل الأنجع لتحقيق التنمية والاندماج في الفضاء الإفريقي، كما تم التوقيع العديد من اتفاقيات التعاون مع البلدان الإفريقية، وشهدت السنوات الأخيرة تطورا ملموسا من خلال التوجه المتزايد للقطاع الخاص المغربي للاستثمار في إفريقيا، مما فتح المجال للشركات المغربية المتوسطة والكبرى لتوسيع استثماراتها، بعدما كان التواجد الاقتصادي المغربي في إفريقيا مقتصرا على بعض التجار المستقرين بالسنغال وكوت ديفوار ومالي، وتشمل استثمارات الخواص من المغاربة في القارة الإفريقية مجالات متعددة مثل الأبناك والمالية والتأمين والاتصالات والبنيات التحتية والسكن والمناجم، والتكوين و"الاقتصاد الأخضر"، كما ارتفعت صادرات المغرب اتجاه إفريقيا ب 71,8 في المائة بين 2007 و2010 ، ويرتبط المغرب في الوقت الراهن بعلاقات تعاون مع نحو 40 دولة إفريقية، ينظمه إطار قانوني يضم 478 اتفاقية وبروتوكول تتكفل اللجان المشتركة بوضعها حيز التنفيذ.
ولا يقتصر التعاون بين المغرب وإفريقيا على الشق الاقتصادي، بل يتجاوزه إلى مجالي السلم والأمن، بفضل الجهود الكبيرة التي تقوم بها المملكة لإرساء السلم والاستقرار في القارة الإفريقية، إذ ما فتئت تدعم مبادرات الأمم المتحدة لإعادة الاستقرار في المنطقة، كما لا تدخر أي جهد للمساهمة بقواتها العسكرية في حفظ السلم في المنطقة، الى جانب التضامن مع البلدان الإفريقية في حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية والذي يعكس روح الانتماء الإفريقي .
ومن منطلق معرفة المغرب بإفريقيا ودولها وهمومها، فضلا عن الإستفادة من الزيارات الكثيرة التي تعني الإطلاع على واقع البلدان الإفرقية عن قرب استطاع المغرب تعزيز مكانته ومواقعه في أفريقيا، واستطاع الوقوف في وجه الذين عارضوا عودته إلى الاتحاد الأفريقي وبناء نوع جديد من العلاقات مع الدول الإفريقية وبناء شراكات تضامنية تقوم على فكرة " رابح رابح " وهو ما يعني في المحصلة خدمة المواطن الإفريقي وتوفير مشاريع تنمية تعزّز مكانة القارة السمراء في علاقتها بالدول الكبرى .