الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

حذارٍ.. الإضاءة المشهدية للمعالم التراثية لا تخضع للمزاجية

حذارٍ.. الإضاءة المشهدية للمعالم التراثية لا تخضع للمزاجية ينبغي الحفاظ على قيمة الأقواس فنيا ومعماريا خاصة من جانب الإضاءة المشهدية

من المعلوم أن الإضاءة المشهدية للأقواس والمعالم التاريخية، تخضع لمواصفات وتقنيات خاصة متفق عليها من طرف المؤسسات المهتمة دوليا ووطنيا، فهي لا تخضع للمزاجية والرغبات الانطباعية، لأن ذلك يؤدي إلى تبخيس وفقدان القيمة التاريخية والتراثية، ويشوه الجمالية والمعالم الفنية.

 

من هذه المنطلقات كان من الأجدر على القائمين على الشأن المحلي أن يستشيروا المؤسسات المعنية كمندوبية وزارة الثقافة والقيمين على مصلحة المحافظة على التراث بالجهة والجمعيات المهتمة والباحثين وذوي الاختصاص والمهندسين المعماريين بالجماعة والإقليم.

 

بعد التقصي والبحث في الموضوع، لكي لا نقع في الجدل العقيم، تم الوقوف عما يلي:

 

- إن نظام إضاءة واجهات الأبنية الأثرية، تتم وفقا لطبيعة كل مبنى، حيث تستخدم الكشافات الغاطسة في الأرض، والبارزة في بعض الأماكن أمام جدران واجهات كل مبنى، وإضاءتها بدرجة من درجات اللون الأبيض الدافئ، وتجنب وضع الكشافات على الواجهات، للحفاظ على انسيابية شكلها التراثي، كما  تضاء المعالم الأثرية من الداخل بمواصفات خاصة، تراعي المساحة و طبيعة كل بناية ومقتضياتها. كما تستخدم  مصابيح معينة لا تسبب أي ضرر أو ارتفاع لدرجات الحرارة أثناء تشغيلها حتى لا تؤثر على المعلمة.

 

- إن الأقواس تتطلب مواصفات وتقنيات مختلفة تتناسب مع طبيعتها وشكلها والمادة التي دخلت في  صنعها، لإبراز جماليات عمارتها، والحفاظ على طابعها التراثي وأجوائها التاريخية والروحانية، ويتم توزيع أدوات الإنارة المختلفة وفق حسابات هندسية دقيقة لإبراز والتركيز على بعض التفاصيل الفنية الخاصة بفنون العمارة، كما تطلب إضاءة كل  معلمة تصوراً خاصاً بها بحكم ارتفاعها واختلاف شكل عمارتها، حيث يتم وضع الكشافات الغاطسة أسفلها بدرجات ميل محسوبة على غرار ما نراه في المباني والأقواس بباقي المدن المغربية، إذ أننا لا نرى مثل ما تم وضعه من مشاهد في القصر الكبير.

 

لسنا ضد أي عمل جاد يساهم في تجميل مدينتنا ويزيد من إشعاعها وحضورها؛ المهم أن يكون مبنيا على أسس مسطرية وعلمية تساهم في الإغناء ولا تجنح إلى المزاجية والانطباعية وتستنير برأي المؤسسات وذوي الاختصاص.

 

محمد علوى