Tuesday 8 July 2025
سياسة

العثماني: أنا ماشي بحال بنكيران، ولاينبغي تحميل "الزلزال" أكثر من دلالاته

العثماني: أنا ماشي بحال بنكيران، ولاينبغي تحميل "الزلزال" أكثر من دلالاته

تمثل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة مرجعيته المهنية وهو يتحدث خلال لقاء مفتوح نظمته وكالة المغرب العربي للأنباء، صبيحة يوم الثلاثاء 17 اكتوبر 2017، مستعملا وصفاته النفسية من قبيل، الأمل، الثقة، الانسجام، الإنصات، الموضوعية.. مجسدا بذلك اختلافه عن سلفه عبد الإله بنكيران، الرئيس السابق للحكومة، الذي كان يستعمل معجما حيوانيا من قبيل التماسيح، وميتافيزيقيا من قبيل العفاريت، ويبدو أن العثماني الخلف استفاد من بنكيران السلف..

على امتداد ساعة وربع، كانت الرسالة واضحة من العثماني للحضور، وإلى "المواطنين والمواطنات"، باستعماله المتكرر لهذا النداء، الرسالة هي "أنا ماشي بحالو"، وهو ما جعله يوجه انتقادات بطريقة مباشرة لسلفه، بالقول "عند مباشرتنا لعمل الحكومة، وجدنا عددا من الاختلالات المرتبطة بالشق الاجتماعي ممثلة في الصحة والتعليم"، قبل أن يستطرد بالقول أنها مرتبطة بتراكمات لعقود من الزمن، وسلط العثماني الضوء على عدد من المحطات البارزة في حكومته، بدء من التعيين الذي كلف به من قبل الملك لرئاسة الحكومة وهو يزاول عمله بعيادته النفسية، إلى الاجواء العامة التي عرفتها مفاوضات تشكيل حكومة بنكيران في ولايتها الثانية، قبل أن يتقرر إعفاؤه منها، "لم اطلب المسؤولية، لكني لايمكن أن أرفضها لخدمة الوطن"، وكشف العثماني أن الملفات الاجتماعية فرضت نفسها بقوة على طاولة الحكومة، مما جعلها تشتغل من أجل الإنجاز بعد الإنصات لإيجاد الحلول الممكنة والمستطاعة، حكومتنا سياسية، ذات برنامج حكومي صودق عليه في البرلمان. و ليس هناك تنافر ولاصراعات ولا نزاعات، وهناك اختلافات في مقاربة بعض الملفات بنوع من النقاشات بشفافية واحترام الاختصاصات والحرص على الإنسجام والحسم في القرارات، ونشتغل بمنطق المؤسسة من خلال ابتداع وحدات وبنيات لتتبع البرنامج الحكومي وتناسقه في التنفيذ، من هنا كان الحرص على تنظيم زيارات ميدانية للجهات، تفيعلا لها، واستمرارا في الإنصات والتنسيق بين المشاريع الحكومية والجهوية".

ودعا العثماني إلى عدم تسفيه عمل الحكومة، وضرورة المساهمة في تقوية منسوب الثقة في المؤسسات والبلد، "وهو أمر أساسي، لاينبغي الترويج لنظرة سلبية منتقصة سوداوية، لنكن منصفين، فرغم القصور والسلبيات والنقص، نحن أمام مجهود للدولة يبذل وهناك إنجازات تتحقق، وهذا من شأن تسليط الضوء عليه أن يبعث الأمل لبناء البلاد، لابد من حماية المكتسبات باعتبارها مسؤولية جماعية. بالمقابل نحن لا نحجر على إبداء الآراء وتقييم السياسة الحكومية، ونرحب بكل نقد بناء في إطار الموضوعية، فإذا كنا لا نريد الرضى الكامل، هذا لايعني القبول بالسخط العارم".

وكشف العثماني أن مشروع فانون المالية سيتضمن إجراءات ستتخذ لأول مرة في مجال التشغيل، حيث سيتم مضاعفة مناصب الشغل، في قطاع الصحة، مثلا، الى 4000 منصب مقابل 1500 السنة الماضية، مع إعطاء اهمية كبرى للموارد البشرية في القطاعات الاجتماعية من قبيل التعليم، كما سيتم الشروع قريبا في تشكيل اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، تتكون من تمثيلية للمعنيين".

وبلغة المعالج النفسي، أكد العثماني أن لديه الثقة الكاملة في أعضاء حكومته بأنهم ناجحون في تدبير قطاعتهم، وبأن حكومته ناجحة في أداء مهمتها، وبأن هناك مؤشرات للنجاح، مستطردا بالقول أن هناك عدد من المشاريع تجد تعثرا لعدم إحاطتها بتمويل كافي.

وبخصوص النقاش حول معاش البرلمانيين، أكد العثماني، أن ذلك شأن برلماني، ولايمكنه الحديث، انكلافا من فصل السلط، وبأنه أحيط علما من قبل رئيس مجلس النواب بمحددات هذا التقاعد، وبأن البرلمانيين هم أدرى بالموضوع.. وخفف العثماني من النقاش حول ولاية ثالثة لبنكيران في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، معتبرا ذلك شأنا حزبيا داخليا، له أجهزته التي تقرر، وعدم تضخيم هذا الأمر، "مادام أن بنكيران، لم يصرح علنا بتطلعه لولاية ثالثة، وهذا إن تم فلن يؤثر من قريب ولا بعيد على عمل الحكومة". دائما في مجال الحكومة، أكد العثماني أنه ليس هناك في الأفق القريب أي تعديل حكومي او تصور لإحداث ووارة خاصة بالشؤون الإفريقية، معتبرا أن هناك تصور معين لإحداث هذه الوزارة تجاوبا مع الخطاب الملكي الأخير، مشددا على عدم تحميل الخطاب الملكي أكثر من دلالته في استعمال مصطلح الزلزال، والمقصود بها إحداث تغييرات في المخططات التنموية، خصوصا وأن المصطلح جاء بعد الإشادة بالتقدم الذي يعرفه المغرب على مختلف الأصعدة، والحكومة الحالية، رغم ظرفيتها الزمنية القصيرة، ساهمت في ذلك.