الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

حيسان: عوامل تآكل القاعدة النقابية.. وحكومة الإسلاميين حاربت العمل النقابي

حيسان: عوامل تآكل القاعدة النقابية.. وحكومة الإسلاميين حاربت العمل النقابي عبد الحق حيسان

هل تراجع نتائج تمثيلية المركزيات النقابية على مستوى استحقاقات مناديب العمال مؤشر على موت العمل النقابي؟ سؤال وجهته "أنفاس بريس" لفعاليات نقابية لتحليل الوضع النقابي المتأزم، فضلا عن أسئلة أخرى ترتبط بأعطاب وتقادم هياكل النقابات وخطابها النقابي الذي لم يعد يساير التحولات التي يعرفها الوضع السياسي والاجتماعي.

في هذا السياق استضافت الجريدة عبد الحق حيسان، الفاعل النقابي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، من خلال الحوار التالي:

 

+ أظهرت نتائج استحقاقات المندوبين وأعضاء اللجن المتساوية الأعضاء تدني تمثيلية المركزيات النقابية، سواء في القطاع الخاص أو العام، أمام تصاعد سهم المستقلين بنسبة 57 في المائة، هل هي بداية إعلان موت العمل النقابي؟

- العمل النقابي حاجة ملحة في عالم الشغل، ولا يمكن القول ببداية موته، ولكن يمكن التنبؤ بالتحولات العميقة التي يعرفها هذا العالم، وضمنه العمل النقابي. فالعلاقات اَلشُغْلِيَةْ تفرض وجود العمل النقابي، والصراع الطبقي مولد بالضرورة للعمل النقابي، الذي يخضع لميزان القوى والذي يواجه في المغرب مواجهة ومحاربة قوية، تلزم النقابات بتطوير آليات وطرق عملها.

 

+ ما هي العوامل الحقيقية وراء تراجع تمثيلية المركزيات النقابية (الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكونفدرالية الديمقراطية للشغل)؟ وهل يرتبط الأمر بعدم تجديد الخطاب النقابي؟ أم باحتكار مناصب المسؤولية بالمركزيات النقابية؟ أم أنها لم تساير التحولات التي يعرفها المشهد النقابي؟

- هناك عوامل موضوعية وأخرى ذاتية. فالدولة حاولت دوما ربط العمل النقابي بالإضرابات والمشاكل والفوضى و"الصداع". وقد وقفت الدولة على الدوام مع أرباب العمل ضد العمال، وتعرض النقابيون منذ الاستقلال، وحتى قبله، لشتى أنواع التنكيل والطرد والمتابعات القضائية... حتى بات العمل النقابي مرادفا للمغامرة غير محسوبة العواقب. والطريق المؤدية للتشريد والطرد، بل وفي كثير من الأحيان إلى السجن.

 ففي الآونة الأخيرة ومع حكومة الإسلاميين، عرف العمل النقابي تراجعا ملحوظا على اعتبار أنه تم توقيف الحوار الاجتماعي، وتم تعمد تهميش الفاعل النقابي، بل واستهدافه عبر فرض الاقتطاع من الأجور، ورفض حل المشاكل، الشيء الذي فرض إظهار العمل النقابي بمظهر العمل الذي لا جدوى منه ولا طائل من وراء الانخراط فيه. فبدأ البحث عن بدائل في النضالات الفئوية والتنسيقيات القطاعية مما أدى إلى تآكل القاعدة النقابية. ومع العوامل الذاتية المتمثلة في عدم مواكبة النقابات للتطورات الحديثة وعدم استيعاب التحولات الطارئة، وكذا عدم تجديد الخطاب النقابي، وعدم تحديث بنيات الاستقبال لدى النقابات لاستيعاب الأجيال الجديدة من الشباب... فقد عرف العمل النقابي مزيدا من التآكل والتراجع لفائدة ظاهرة المستقلين القديمة الجديدة، والتي تعتبر من الآليات التي يتحكم بها المخزن في الخرائط الانتخابية مسبقا، والتي تستعمل لإمالة الكفة إلى هذه الجهة أو تلك، وترجيح هيئة دون أخرى.

 أضف إلى ذلك الأعطاب الأخرى التي تعرفها النقابات، والمتمثلة في عدم فسح المجال للشباب، وضعف الديمقراطية الداخلية، والنقص في التأطير، والتحاق فئات وأشخاص انتهازيين... كل هذه العوامل ساهمت في الوضع الذي توجد عليه النقابات حاليا، على الرغم من تواجد مناضلين حقيقين في صوفها، وعلى الرغم من المجهود الجبار الذي يبذله هؤلاء المناضلين قيادة وقواعد داخل النقابات. لكن؟