الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

عبد القادر كتــرة: المواطن الجزائري مُقبّل يد الرئيس الفرنسي حصل على فيزا لفرنسا مدى الحياة

عبد القادر كتــرة: المواطن الجزائري مُقبّل يد الرئيس الفرنسي حصل على فيزا لفرنسا مدى الحياة مواطن جزائري يقوم بتقبيل يد الرئيس الفرنسي "فرانسو هولاند"
عبر النظام العسكري الجزائري عن امتعاضه لما أقدم عليه مواطن جزائري، يوم الأربعاء 19 دجنبر 2012، وخاصة وأن الصورة زلزلت عالم التواصل الاجتماعي وتصدّرت الصفحات الأولى لعدد من المواقع الإلكترونية والجرائد الجزائرية والدولية، وهي الصورة الخالدة التي تظهر مواطنا جزائريا يقوم بتقبيل يد الرئيس الفرنسي "فرانسو هولاند" لرؤيته بمعية الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، خلال تحيته للمواطنين في اليوم الأول لزيارته بقلب الجزائر العاصمة، حيث سافرت الصورة من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر فحطّمت كل أرقام التداول.
وانقسم المعلقون الجزائريون بين مُتفهِّم لسلوك المواطن الجزائري المُقبِّل ليد المستعمر الفرنسي للجزائر لأكثر من 130 سنة الذي حصل على فيزا مدى الحياة، وغاضب عليه، حيث قال بعضهم، حسب ما نقلته إحدى الجرائد القريبة من النظام العسكري الجزائري آنذاك، "أن الرجل بإمكانه عندما يتقدم لطلب التأشيرة من السفارة الفرنسية وضع الصورة التي ظهرت في الشروق ضمن الملف، كما قال أحدهم أن أبواب اللجوء السياسي وحتى التجنّس مفتوحة أمامه بادعاء أن أبناء الشهداء والأسرة الثورية تابعوه، لأنه قبّل يد رئيس دولة لم تعترف بجرائمها".
وتحوّل التقبيل إلى نكتة، حيث قال البعض "إن المُقبل أراد شم رائحة يد رئيس أو رائحة فرنسا، وقال آخر أنه حاول تقبيل يد بوتفليقة فعجز فقبل بيد فرانسوا، وتساءل آخرون إن كان للمقبّل ابناء وإخوة وأصدقاء، وأكيد أنهم سيأخذون صورا أمام شفتيه اللتين قبلتا الرئيس الفرنسي."
ولكن غالبية المتواصلين لعنوا هذا الفعل واعتبروه إهانة، رغم أنهم قالوا أن صور الإهانات التي يقوم بها جزائريون وجزائريات من أجل التأشيرة في السفارة وقنصليتي وهران وعنابة لا تتوقف، واقترح جزائري من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية على الجريدة الجزائري إجراء حوار مع مُقبّل يد فرانسوا هولاند، مراهنا على أنه سيكون حوار الموسم بلا منازع.
وتناقل ناشطو ورواد الانترنت بكثرة صورة هذا المواطن الجزائري، الذي يظهر أنه في عقده الخامس أو السادس، حسب ما نشرته الجريدة الإلكترونية المغربية "هسبريس" وهو يرتمي على اليد اليمنى للرئيس الفرنسي ليُقبلها بـ"لهفة" واضحة دون أن يسحب هولاند يده من شفتي المواطن الذي وصفه البعض بالعُروبي الذي يحن إلى الاستعمار الفرنسي للجزائر من جديد.
وتساءل معلقون جزائريون حول ما إذا ما تحول الرئيس الفرنسي إلى مَلك دون مملكة ولا عرش يجلس عليه، أو إلى خليفة بلقب جديد هو "آل هولاند" يستوجب على رعاياه من مختلف الأصقاع والأمصار أن "يتهافتوا" على يديه لتقبيلها احتراما وتبجيلا لشخصه المجيد.
وأبدى معلقون آخرون أسفهم من مثل هذا التصرف الذي يسيء للجزائريين الشرفاء، حيث قال أحدهم إن تصرف هذا الرجل يجعله لا يستحق أن يكون منتميا لأسلافه وجدوده خاصة الذين حرروا الجزائر من الاحتلال الفرنسي الغاشم الذي جثم على صدور الجزائريين عقودا طويلة من الزمن.
وقالت فاطمة أدرون، معلقة فايسبوكية، تعليقا على صورة الجزائري الذي قبّل يد الرئيس الفرنسي بأنه من "العار" أن يفعل ذلك جزائري حُر، لكونه بتصرفه هذا كأنه يشكر اشتراكيي فرنسا على طرد الجزائريين وسوء معاملتهم لهم، وأيضا على كل الجرائم الدموية التي اقترفوها عمدا في حق بل المليون شهيد.
وزاد معلق آخر بأن قبول "هولاند" لتقبيل يده بتلك الطريقة من لدن المواطن الجزائري "المسكين" رسالة سياسية مفادها "أنا هنا ليس لتقديم اعتذار الدولة الفرنسية على جرائمها في حق الجزائر طيلة سنوات خلت، كما يطالب البعض بذلك، ولكن أنا هنا بالجزائر من أجل تلقي الترحيب وتقبيل الأيادي".
وكانت أحزاب جزائرية، عددها 14 هيئة سياسية، قد طالبت فرنسا قُبيل زيارة هولاند بـ"الاعتراف والاعتذار عن جرائمها في حق الشعب الجزائري، بعد أزيد من 132 عاما من الاستيطان الفرنسي وحرب الاستقلال الدموية"، وهي الزيارة التي رافق فيها الرئيسَ الفرنسي وفدٌ هام هو الأكبر منذ توليه مهام رئاسة قصر الإليزيه في ماي 2021، ويضم وزراء ورجال أعمال وكتابا وفنانين وصحافيين وإعلاميين.
وأخيرا، ماذا لو سألنا المواطنين الجزائريين اليوم بعد هذا الحادث، والذين يعيشون الفقر والحاجة والحرمان والجوع والعطش ويقضون نهارهم وليلهم في طوابير من عدة كيلومترات، بحثا عن نصف لتر حليب ولتر زيت وكيلو سميد وكليو بطاطا... ويهجر شبابهم في قوارب الموت إلى الضفة الشمالية، واليوم يفتقد إلى كأس ماء...، لو سألناهم  ماذا سيفعلون لو أتيحت  لهم الفرصة للسلام على الرئيس الفرنسي الحالي "إمانويل ماكرون" إذا زارهم وتمكنون من لمسه والحديث إليه والسماح لهم للتعبير عن رغبتهم وما يثقل صدورهم ويملأ قلوبهم....؟