إحراق مسجد معلمة في مدينة سويدية هادئة، وفِي مجتمع قبل بالتعدد الثقافي بامتياز، واستقبل بإنسانية زائدة أكثر من سبعين ألف لاجئ شرق أوسطي، يعيشون في وئام وسلام، والتعاطف الكبير الذي أبداه الشعب السويدي، يجعلني أشك في الذي قام بفعلته الشنيعة ليلة أمس الاثنين 25 شتنبر 2017.
هل فعلا من قام بإحراق المسجد عنصري، مختل عقلي، أم أن الجريمة هي من عمل أحد المحسوبين على الإسلام، مختل عقليا يريد تصفية حساب مع جماعات متصارعة على تدبير شؤون المسجد.
العديد من المؤسسات الدينية في أوروبا تعرف صراعات طاحنة، وفِي العديد من الجهات، تم إحراق مساجد عامرة بفعلة فاعل مسلم للانتقام.. لن نسبق الأحداث ونحكم على الجريمة بأنها من فعل مجرم عنصري حاقد على الإسلام.. قد يكون...وحتى إن حصل هذا، فالشعب السويدي وحكومته يرفضان هذا النوع من الانتقام، لأنه يسيئ لقيم المجتمع السويدي، ولمستقبل التعايش والتسامح بين الديانات السماوية.
شخصيا لا أريد أن أسبق التحقيقات، وألفق التهمة لعنصري مختل وحاقد، لأن مثل هذه النماذج قليلة في المجتمع السويدي، وحتى وإن كان فلا يجب أن نعمم الحكم على شعب راق في تعامله مع الأقليات العرقية بصفة عامة.
ربما يكون ما حصل ردة فعل على الخطاب الديني الذي أصبح متجاوزا وغير قادر على تبني الحوار الحضاري وإقناع الآخر بسمو القيم الإسلامية.. وربما يكون ما حصل الليلة نتاج حقد تولد بعد صراع بين فئات متأسلمة.
سواء كان هذا أو ذاك، فالعملية تسيئ لصورة الإسلام، تسيئ للشعب السويدي الراقي.. وليسعنا إلا رفضها، ودعوة الفاعل أن يتوب إلى الله، فأماكن العبادة سواء كانت مساجدا أو كنائس يجب أن تبقى بعيدة عن الصراعات التي قد تحصل بين مكونات المجتمع الواحد.