الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

المعطلون المعاقون ينتفضون أمام وزارة المصلي.. ويخرجون الوزيرة عن صمتها

المعطلون المعاقون ينتفضون أمام وزارة المصلي.. ويخرجون الوزيرة عن صمتها جانب من الوقفة الاحتجاجية

نفذت التنسيقية الوطنية لحملة الشهادات والديبلومات، يوم الثلاثاء فاتح يونيو 2021، وقفة إنذارية احتجاجية أمام وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في الرباط .

 

عشرات من العاطلين حملة الشهادات في وضعية إعاقة قدموا من مختلف المدن المغربية إلى الرباط لمطالبة الوزارة المسؤولة عن ملفهم داخل الحكومة بالإنصات إلى مشاكلهم والعمل على حلها لإعطائهم حقوقهم وتمتيعهم بالعيش الكريم. حيث رفعوا لافتات تؤكد أنه لا نموذج تنموي بدون إدماج المعاقين حملة الشهادات في الوظيفة، وأخرى تحمل صور شهيدي الحركة النضالية للمكفوفين صابر الحلوي وميلود الحمراوي اللذين ذهبا ضحية الإهمال خلال احتجاجات 2018 في عهد الوزيرة بسيمة الحقاوي،  ورددوا شعارات تطالب بالتوظيف المباشر، وتنتقد المباراة الموحدة غير المنصفة، وتندد بصمت الحكومة وإحجامها عن تقديم أجوبة للأسئلة المطروحة عليها بخصوص أوضاع هذه الفئة.

 

وكان مكان الوقفة غاصا بقوات الأمن وسياراتها بمختلف تشكيلاتها، ما يعني أنها كانت على علم بالوقفة عبر وسائل الإعلام وعيونها، إلا أنها اكتفت بمراقبة الوقفة دون تدخل، وتركت المتظاهرين يعبرون عن مطالبهم بحرية في مدة ساعتين، وختموا وقفتهم بعد أن أنجزوا المهمة الأولية وهي التعريف بتنسيقيتهم وافتتاح شكلها النضالي الأول رسميا وتبليغ صوتها للمسؤولين.. وأبدى المشاركون وعيا وانضباطا واستعدادا للحوار مجسدين منهجية جديدة لنضال المعطلين "المعاقين" تحمل طابع المرونة والسلمية مع التشديد على مطلب التوظيف المباشر الذي لا تراجع عنه لتحقيق إنصاف حقيقي لفئة حملة الشهادات والديبلومات في وضعية إعاقة.

 

بعد اختتام الوقفة بحوالي ساعتين كانت الوزيرة جميلة المصلي ترد بشكل غير مباشر على المحتجين المشاركين في الوقفة، حيث تحدثت في الجلسة الشفوية للبرلمان عن جهود الدولة لتشغيل المعاقين، وتغنت كعادتها بإنجازات الحكومة، وقالت إن الحكومة "قامت بمجهود استثنائي في السنوات الأخيرة  حيث تم توظيف 650 شخصا من خلال المباريات الوطنية  الموحدة"، وهذا ادعاء صارخ، لأن هذه المباريات سمحت بمشاركة الموظفين وفوزهم بالمناصب، فكيف يمكن القول بأن الحكومة وظفت الموظفين؟! إن مشاركة الموظفين في المباريات الموحدة الخاصة بالمعاقين العاطلين والناتجة عن نضال المكفوفين منهم، هي نقطة سوداء تُسقط  كليا مصداقية هذه المباريات وتؤكد أن مجراها تم تحريفه ليستفيد من المباريات الموحدة أشخاص غير معنيين بها .

 

نضيف إلى ذلك التضخم المشبوه للمشاركين في هذه المباريات الموحدة من مباراة لأخرى.. 900 مترشح في المباراة الموحدة الأولى سنة 2018 و1100 مترشحا في المباراة الموحدة الثانية 2019 و1719 مترشحا في المباراة الموحدة  الثالثة لسنة2021، وهذا الارتفاع المتزايد لعدد المترشحين يبين أن كل من هب ودب صار يدخل المباراة الموحدة ويزاحم أصحاب الإعاقات الحقيقية في التوظيف ويتسبب في إقصائهم... فالمباراة الموحدة صارت إذن مشكلة وليست حلا، والأفضل إلغاؤها وتعويضها بالتوظيف المباشر لجميع حملة الشهادات في وضعية إعاقة، فعددهم الحقيقي لن يزيد عن 500، في أغلب الترجيحات، وبوسع الدولة أن تشغلهم مباشرة، بالاعتماد على  نص الدستور الذي يلزم السلطات بتيسير تمتع ذوي الاحتياجات الخاصة بحقوقهم .

 

الوزيرة جميلة المصلي أصبحت في وضع لا يحسد عليه بعد وقفة فاتح يونيو أمام البرلمانيين والرأي العام، فقد فند المعطلون في وضعية إعاقة جميع حججها، وأكدوا أن لا إنجازات للحكومة في مجال التعاطي مع قضاياهم، لا كوطا 7% تم تطبيقها، ولا المباراة الموحدة قلصت من البطالة بينهم، وحان الأوان لحوار بنّاء بين الجانبين يفضي إلى التوظيف المباشر للمتضررين.