الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

قفْ بعيدا في جانب الطريق.. لن ترى أمامك مصحة كاليفورنيا بل لوحة من الألوان الساحرة!!!!

قفْ بعيدا في جانب الطريق..  لن ترى أمامك مصحة كاليفورنيا بل لوحة من الألوان الساحرة!!!! واجهة مصحة كاليفورنيا، والدكتور محمد شهبي في لحظة وفاء وتكريم لوالدته
لابد أن يستوقفك صرح كبير وبناية زجاجية شاهقة بشارع "المنظر العام"، تحمل هذا الاسم "مصحة العين كاليفورنيا". حين تخطو كل عتبة وأنت تعبر ذلك الممر الذي يقودك إلى غرفة الاستقبال، تشعر بأن كلّ خطوة تختزل قصة نجاح، وتطوي مسيرة عمر، من "أنوال" إلى "كاليفوريا".
أتذكر "أنوال" المقاوم عبد الكريم الخطابي، و"أنوال" طبيب "مقاوم" قاد معركة ليحقق حلما طالما راوده، وهو أن تصبح لمرضى العيون "مملكة"، وعالم خاص، ومصحة يحجّون إليها. كانت بالفعل معركة "أنوال" جديرة بأن تُحكى للأجيال الصاعدة، كيف ابتدأ التخطيط للحرب؟ ومن حصد المكاسب في النهاية؟ 
إذا سألت "الجنيرال" محمد شهبي من انتصر في معركة "أنوال"، سيجيبك من دون أدنى تفكير: 
 - المغرب
 - ومن أيضا؟
 - مرضى العيون
 - ومن أيضا؟
 - أمّي التي سقت بدموعها بذور هذا الحلم
فعلا، حين تتذكّر "أنوال" تشتاق إلى ذلك العالم الصغير. النظرة إلى مصحة العين "كاليفورنيا" تجعلك تدرك ما معنى الطموح، والبداية من الصّفر. "أنوال" كانت الحقل لزراعة "الشّتلات" الأولى لنصير بستانا أخضر، وحديقة من الزهور. 
المعبر من "أنوال" إلى "كاليفورنيا" قصير يمكن أن تعبره عبر السيارة في أقل من خمس دقائق، لكن بقياس الزمن المسافة تبدو طويلة جدا. 
وأنتَ تقف أمام مصحة العين "كاليفورنيا" بعلوّها الشّاهق، لابدّ أن تنحني لهذا التاريخ، تاريخ طبيب نصّب نفسه حارسا أمينا للعيون. لا تنظر إلى البناية كحجارة وزخارف، وبلاط رخامي، وزجاج فاخر، وخشب إيطالي، وألمتيوم إسباني، بل تأمّلْ من زرع في البناية قلوبا تنبض، وملائكة تحفّ حول المرضى. تنظرْ إلى الحجر فيحدثُّك ويروي لك القصّة.. قصّة هذا الطّبيب الذي "باع" نفسه لمرضى العيون، وقدّم حياته قربانا لمهنة يتنفّس بواسطتها أوكسجين الحياة. 
حين أزور مصحة العين "كاليفورنيا" أتخيل أنّ من بنى هذه الجوهرة لا يمكن أن يكون سوى "عاشق"، وضع كلّ "لبنة" بخليط من أنفاسه وأحلامه. لذا لا تشبه هذه المصّحة سائر المصحّات، انظروا إليها من زاوية أخرى، صدّقوني سترون "حديقة ألوان" أمامكم!! 
محمد شهبي نفسه اختار للعيون فضاء حالما بفرشاة من الجمال، ورسم فوقه سحابة زرقاء.. قفْ بعيدا في الجانب الآخر من الطريق، لن ترى أمامك مصحة بل نافورة من الألوان الراقصة.