الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

عبد اللطيف الحموشي.. المكلف بأمن المغاربة وقاهر الإرهابيين!!

عبد اللطيف الحموشي.. المكلف بأمن المغاربة وقاهر الإرهابيين!! عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني وللمديرية العامة للأمن الوطني
يحق لمدينة تازة أن تفتخر بابنها "البارّ" عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني وللمديرية العامة للأمن الوطني.
ليس سهلا أن تنال ثقة الملك محمد السادس، ويمنحك الشرف لتكون مكلفا بأمن المغاربة، إن لم تكن رجلا بكاريزما من حديد وشخصية قيادية وبحسّ وطني. 
ابن تازة يتوفر على "خلطة" سحرية، ليكون عدوا للخلايا الإرهابية، وصمّام أمن وأمان المغاربة. بعيني صقر ومخالب "شاهين" يباغت الحمّوشي "خفافيش" داعش، ويتعقّب آثار نعالهم المغموسة في الدّم.. ينقضّ عليهم كصاعقة.
إنجازات الحموشي في مكافحة الجرائم الإرهابية العابرة للقارات، جعلته "نجما" بلا منازع في المنتديات الأمنية والاستخباراتية العالمية، لذا استطاع عبد اللطيف الحموشي انتزاع وسام الاستحقاق "الصليب الأكبر" للحرس المدني الإسباني يوم السبت 21 شتنبر 2019، خلال اجتماع المجلس الوزاري تحت رئاسة العاهل الإسباني فيليب السادس.
وهو التوشيح الثاني من طرف إسبانيا للحموشي في مساره، بعد أن سلطت عليه الأضواء في الجارة اسبانيا التي منحته سنة 2014 وسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر". وتعد هذه التتويجات اعترافا بالدور الذي لعبه في تكريس تعاون أمني نموذجي بين المغرب وإسبانيا، والذي بلغ إلى مستويات عالية من التنسيق والتعاون المتبادل.
الوسامان الإسبانيان هما من غيض من فيض، ومن ثمار الاستراتيجية الملكية التي فتحت مجموعة من الأوراش الأمنية منذ أحداث 16 ماي الإرهابية عام 2003،  التي كانت تاريخا مفصليا لبداية تأسيس "أمن قومي مغربي" على غرار الدول الكبرى، وتطعيم جهاز الاستخبارات بالكفاءات الوطنية، وسيأخذ طابعه المؤسساتي بشكل واضح مع الإعلان عن المجلس الأعلى للأمن في دستور 2011.
ليست إسبانيا وحدها من كافأت الحموشي بأوسمة الاعتراف، فرنسا أيضا وبعد سوء فهم وأزمة عابرة،  قامت برد الاعتبار للحموشي وتكريمه في فبراير 2015 ومنحه  وسام استحقاق من درجة ضابط جوق الشرف له.
فمن هو عبد اللطيف الحموشي الذي شغل أجهزة الاستخبارات العالمية؟
ولد عبد اللطيف الحموشي عام 1966 في مدينة تازة.
تلقى دراسته الجامعية بكلية الحقوق  بجامعة محمد بن عبد الله في فاس.
وضع أول قدم  بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عام 1993، وكان أول اختبار له في ملفات الخلايا المسلحة، هو قضية الاعتداءات الإرهابية التي فجرت فندق أطلس آسني بمدينة مراكش عام 1994.
بعد تعيين الجنيرال حميدو لعنيكري على رأس جهاز "الديستي" عام 1999، وتصفية تركة "البصري"، كان  الحموشي من رجال المرحلة الجديدة، حيث أظهر علو كعبه في مكافحة الخلايا الإرهابية، وإلمامه الكبير بتاريخ الحركات الإرهابية.
المنعطف التاريخي في مسار الحموشي الحافل بالإنجازات، هو التعيين الملكي في 15 دجنبر 2005 مديرا عاما لجهاز "الديستي"، حيث تقلد هذا المنصب الحساس وعمره لم يتجاوز 39 عاما، كأصغر مسؤول في التاريخ يتقلد إدارة جهاز المخابرات.
الحموشي يفضل أن يكون رجل "الظل"، ونادرا ما تسلط عليه الأضواء الكاشفة. لكنه وجد نفسه في فبراير 2014  مقحما في قضية اتهامات بالتعذيب في حق مواطنين فرنسيين من أصل مغربي، على خلفية مذكرة أصدرها قاض فرنسي طالب بإحضاره والتحقيق معه. الحكومة المغربية لم تسكت ورفعت السقف الدبلوماسي عاليا، عبر  إيقاف اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا، بل وكان رد الملك قاسيا من خلال تعيين عبد اللطيف الحموشي في 15 ماي 2015 مديرا عاما للأمن الوطني، لتجتمع في قبضة الحموشي اثنين من أكثر المناصب الأمنية حساسية في المملكة المغربية، ويعلن المغرب عن بداية ثورة جديدة  في جهازي الشرطة و"الديستي"، وتطوير أساليب مكافحة الجرائم وترسيخ مكتسبات المغرب في رصد الخلايا الإرهابية، عبر اعتماد خطط استباقية لتفكيك أوكار الجهاديين ومافيا التهريب بمختلف أشكاله.
المسار الذهبي لعبد اللطيف الحموشي جعله "سدا" عاليا منيعا ترتطم على صخوره كل الأمواج العاتية للخلايا الإرهابية.. في عهده تم رد الاعتبار لأسرة الأمن، والمحافظة على أمن المغاربة. فمنذ أن استودعه الملك ملف أمن المغاربة، كان عبد اللطيف الحموشي عينا لا تنام، وجفنا لا يرف.