السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: كيف ؟؟..والانتخابات بعد قليل !!

أحمد بومعيز: كيف ؟؟..والانتخابات بعد قليل !! أحمد بومعيز
شهر يونيو اقترب جدا..والموعد حسم . والانتخابات واقعة لا ريب فيها، وفي يوم واحد. والعد العكسي بدأ. فلم يعد الفصل سوى الشوط الثاني من ورش التلقيح ضد كوفيد، ثم رمضان، وبعده بقليل الاستحقاقات. موعد يأتي قبل موعده بالتأكيد، فالفترة استثنائية، والأشواط الأخيرة من الولاية الحالية استثنائية. و كورونا وأهوالها وأحوالها ،وحالة الطوارئ الصحية..،  فرضت الاستثناء على الأحزاب التي كانت اصلا في أجندات استثنائية خاصة . وبذلك صار الاستثناء مضاعفا. استثناء ظرفية كورونا، واستثناء أداء أحزابنا ،وهو استثناء مزمن. فعادة أحزابنا لا تكاد تنتهي من الاستحقاقات ،والتي تخوضها غالبا بلاعبين مستعارين محترفين لمهنة الانتخابات والمجالس، حتى تعود لرطوبة مقراتها،ورتابة عرافيها،لتدخل آمنة فترة سبات مابين الاستحقاقين.. وهذه الولاية  كان السبات أعمق، والرطوبة أكثر، والعرافون تاهوا في طلاسيمهم تيها كبيرا... فمن أين يبدأون الإعداد القبلي للانتخابات؟ ومن أين سيطلون على الناخبين، الكلاسيكيين الدائمين والمحتملين، والجدد والعازفين ؟ وبأي خطة تواصل سيعملون لمباشرة الدعاية أو الحملة أو الإشهار أوالاستقطاب أوحتى الاستدراج؟.
والآن، وقد بدأت أحزاب في كنس غبار ما تبقى من مباني مقرات سكنتها الرطوبة، وطلاء جدرانها المهترئة، وتجديد صور الرواد والقواد إن وجدوا، ودعوة ما تبقى من متعاطفين أو أعضاء أو مرتزقة، وليس من تبقى .. وبدأت أحزاب  في فتح " الميركانتو " للتباري والمتاجرة والمنافسة لنيل التزكيات ... ولكل تزكية أجر وثمن..ووفق عيار الكائنات الانتخابية المؤهلة ... فهناك من يؤدي ثمن التزكية "ليكيد" أي بالسيولة، وهناك من يطلب تعويضا عبارة عن شيك على بياض للتصرف في الحزب مقابل قبوله بالتزكية والترشح باسم الحزب الهزيل هنا أو هناك. و كل هذه المنهجيات الخاصة لأحزابنا تساعد على تفادي التواصل مع الناخب المرتقب.  ويترك للكائن الانتخابي أمر خطة الاستقطاب والتعبئة،  وخطة التواصل تلك. وهكذا يبتكر الكائن الإنتخابي، وهو - غالبا -  نفسه محتكر وعراب  المجالس والمناصب الدائمة ، يبتكر وفق خطته ومصالحه، والتي لا تختلف عن خطة منافسيه أو بالأحرى مرافقيه إلى ذات المجالس. فهم في النهاية لا يتنافسون، بل يشكلون فرقا فيما بينهم بعد التوافق والتفاوض على المصالح والغنائم ،وبعد أن يوزعوا الناخبين فيما بينهم .ولكل كائن انتخابي مناصروه الدائمين وأصواته المستدامة ، يسجلهم في كناش حالته المدنية، ويدلوا له بأصواتهم كيفما كان لون ونوع وجنس وقانون وبرنامج الحزب الذي يترشح باسمه، يصوتون وينسحبون إلى فتاتهم وفقرهم وقهرهم، أو حتى إلى حجرهم وجحرهم  إذا كان الموسم كورونا. 
هذا أمر واقع  بأحزابنا، ولا خيار لا خيار في الأفق ، مرغمون هم لا أبطال. وإلا فكيف لهم أن يجدوا  أجوبة لأسئلة مشروعة  لمواطن ما . مواطن غير مقيد في كناش حالة مدنية أحد الكائنات الإنتخابية، وقد يكون مشروع ناخب أو منتخب؟؟ أسئلة من قبيل :
كيف ،ومن أين ، يقوم كل حزب في الحكومة تجربته في تشكيلة حكومية هجينة ، لم تتجانس إلا لماما؟
كيف يقيس كل حزب أداء أطره في حكومة لم يحكمها لا الصراع ولا التوافق؟
كيف يفسر كل حزب أداءه في ظرفية جائحة ككورونا ،والتي غابت فيها الأحزاب والكثير من الوزارات، وانكمشت، أو لعبت دور المتفرج، وأحيانا المهرج ،وفي أحسن الأحوال دور الكورال ،أو " الكاري حنكو " ؟؟
كيف ستشرح أحزاب " المعارضة " معارضتها السرية؟ أو موالاتها السرية والعلنية؟
كيف ستعتذر الوزارات عن كل الأوراش التي لم تكتمل؟
كيف سيفسر الوزراء ارتجال السياسة وسياسة الارتجال وفق موازين قوى غير معلنة في توجهات أحزابهم؟
كيف سيبرر مسيروا الجماعات والمدن ومجالسهم نواقص تدبيرهم لمجالات ترابية لا زالت تسائل؟
وكيف سيمددون الانتظار؟ ويشرحون الانتظار ؟ 
وكيف سيغرقوا المواطن في بحور وملاحم استراتيجيات لم يخبروها بعد ؟
الأكيد هو أن الإنتخابات آتية لا ريب فيها.  والأكيد أن الأحزاب لن تجد مرة أخرى خطتها السحرية لاستقطاب الناخبين العازفين عن المشاركة ، ولن تغريهم بالصدفة بالذهاب إلى صناديق الاقتراع.  وأكيد أن في الوضع ما يريح أحزابنا المرتاحة لناخبيها الدائمين، ولكائناتها الإنتخابية الدائمة.