الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

البدالي: في الدار البيضاء أو طنجة يموت الناس وتلبس المدن الحداد وماذا بعد!؟

البدالي: في الدار البيضاء أو طنجة يموت الناس وتلبس المدن الحداد وماذا بعد!؟ صافي الدين البدالي
في أول أيام شهر يناير من السنة الجديدة2021، تقع فاجعة وفاة مواطنين و مواطنات جراء انهيار مباني الأحياء الشعبية بالدار البيضاء على إثر تساقط الأمطار جراء بنية تحتية لم تعد قابلة لتصريف المياه العادمة ولا المياه الشتوية .
ويمر شهر تماماً لتعرف مدينة البوغاز فاجعة أخرى أشد مرارة تتمثل في كارثة إنسانية وحقوقية حيث غمرت المياه الشتوية معملا للنسيج تحت أرضي يوجد تحت فيلا سكنية !؟
قيل إنه معمل سري في بلاد فيها أعين المقدمين والشيوخ والمخبرين لا تنام!؟ وهو ما يؤكد بأن هذه العيون إنما هي عيون تظل تلاحق مناضلي ومناضلات اليسار ونشطاء حقوق الإنسان والصحافيين بينما المعامل السرية والبناء العشوائي و الرشوة والفساد المالي والإداري هي في حماية المخزن وأعوانه، إنه سلوك وممارسة كانت وراء اختناق
كل من كان في قبو أو" قبر" الفيلا القاتلة من عاملات؛ حيث توفي منهن 29 عاملة من مختلف الأعمار..ولبست طنجة لباس الحداد، كما لبسته الدار البيضاء التي لازالت تلبسه حتى الآن .
فما ذنب مواطنين ومواطنات و شباب أن يموتوا غرقا أو اختناقا أو قتلا من أجل كسرة خبز حافي؟ وأين هي الدولة التي من مسؤوليتها الرئيسية توفير الأمن و الأمان و السلامة الصحية ؟
وهل يخفى على الدولة ما يتعرض له المواطن و المواطنة من استغلال ومن شطط في استعمال السلطة؟ في الدولة الديمقراطية أمام فاجعة مثل هذه التي اهتزت لها مدينة طنجة يتم فورا إعفاء ومحاسبة كل المسؤولين على الشأن المحلي بالمدينة، ويتم اعتقال كل الذين كانوا يتسترون على مثل هذه المصانع القاتلة من أعوان سلطة ورؤساء مقاطعات والباشا ورئيس المجلس الحضري لأنهم شاركوا في جريمة قتل مع سبق الإصرارو الترصد و التستر عليها . فذلك هو القصاص الحق.
لكن في بلدنا الحبيب يعيش المفسدون وناهبو المال العام في حماية الدولة؛ وقضاء لا زال لم يتحقق له الاستقلال بعد حتى تستقيم الأمور وتكون بدايةً بناء دولة الحق و القانون.
الآن وقد تكلم الجميع وهدأت عاصفة التضامن والاحتجاجات يفرح المسؤولون عن هذه الجريمة بنجاتهم وسلامتهم من العقاب، و تبقى الضحية هي المدينة وأهلها لأن ليس لهم من منصف يحميهم
صافي الدين البدالي، ناشط سياسي وحقوقي