الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

صوت العقل والحكمة يعيد الدفء لعلاقة قبيلتي مسوفة ولكعابة 

صوت العقل والحكمة يعيد الدفء لعلاقة قبيلتي مسوفة ولكعابة  يوسف الحنصالي باسم قبيلة مسوفة وبراهيم الشباني باسم قبيلة لكعابة ( يسارا)
أعلنت قبيلتا مسوفة ولكعابة بزاكورة، تشبثهما بخيار الصلح كآلية حضارية مثلى لتسوية الخلافات القائمة بينهما بناء على الاتفاق المشترك الموقع يوم 23 يناير 2021. هذا التغير في الموقف، خصوصا بعد تعليق قبيلة مسوفة للحوار مع لكعابة، جاء بعد تدخل عقلاء القبيلتين بإشراف من ممثل السلطة الإقليمية، حيث عادت المفاوضات من جديد ظهر يوم الأحد 7 يناير 2021، بعد اجتماع دام لأكثر من 8 ساعات في الليلة الماضية.
 
وعاين موقع "أنفاس بريس"، توافد وجهاء القبيلتين على مقر عمالة زاكورة، ليعلنا بعد اجتماع مطول في بلاغ مشترك تثبيت مسار التفاوض والصلح بناء على مبادئ يعلنها كل طرف، وكان الرهان الحقيقي لممثلي القبيلتين هو تذليل كل الإكراهات والصعوبات الذاتية والموضوعية التي حالت دون تنزيل الاتفاق المشترك.
 
ولأن تعليق الحوار كان نتيجة ما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي مما تعتبره قبيلة مسوفة إساءة لممثليها في الجماعة السلالية، فقد نص الإعلان المشترك على أن ما حدث لن يؤثر على عمق العلاقات بين القبيلتين أفرادا وجماعات، وكذا قيم الود والمحبة والأخوة التي تربطهما.واستنكر الطرفان كل سلوك او فعل يصدر عن أي فرد من ذوي الحقوق من كلا القبيلتين وبأي وسيلة نشر. ولتقعيد هذا الإعلان المشترك تم التوافق على تعيين إبراهيم الشباني ومحمد الحسناوي عن قبيلة لكعابة، ومحمد نسيم ويوسف الحنصالي عن قبيلة مسوفة، ناطقين رسميين باسم قبيلتيهما.
 
ولأن هذا البلاغ المشترك يبقى التزاما أخلاقيا على عاتق القبيلتين، فإن إجراء المعاينة المشتركة للعقار المتنازع حوله "بوجنيبة"، تم إرجاؤه لأجل زمني متوافق حوله من قبل الناطقين الرسميين، وحسب مصادر "أنفاس بريس"، فإن السلطة الإقليمية تدفع في اتجاه تنزيل إجراء المعاينة العقارية بواسطة مساح طبوغرافي وترسيم الحدود لما بعد الاستحقاقات الانتخابية شهر يونيو 2021، وذلك لقطع الطريق على كل استغلال انتخابي من الطرفين.
 
ويشكل النزاع التاريخي بين قبيلتي مسوفة ولكعابة موضوعا يستأثر باهتمام الراي العام الإقليمي والجهوي، لما له من امتدادات تاريخية على الحاضر والمستقبل، وما يمثله هذا النزاع العقاري الذي اتخذ أحيانا طابعا دمويا، من كلفة على الأمن والاستقرار في منطقة حدودية مع الجزائر.