الأربعاء 24 إبريل 2024
كورونا

الدكتور حمضي: يجب العمل على تأخير وصول "كورونا المتحورة" للمغرب حتى تمر الحملة الوطنية للتلقيح

الدكتور حمضي: يجب العمل على تأخير وصول "كورونا المتحورة" للمغرب حتى تمر الحملة الوطنية للتلقيح الدكتور الطيب حمضي
لوحظ أنه منذ عدة أسابيع والأرقام بخصوص الإصابات بفيروس كوفيد 19 في انخفاض كبير بالمغرب. وهذا الأمر، وإن كان يبعث على الارتياح، فهو يطرح مع ذلك سؤالا حول الأسباب التي تجعل الحكومة مازالت تتشدد في إغلاق المطاعم والملاعب والمسابح والحمامات؟
في هذا الإطار ناقشت"أنفاس بريس" الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، فكان رده كالتالي:
 
من الأكيد أولا، أن استقرار الحالة الوبائية في المغرب هو استقرار فعلي؛ ولكن ليس بالنظر للأرقام التي يتم الإعلان عنها، لأنه بخصوص الوضعية الوبائية فالأرقام الحقيقية في الواقع هي أكبر من تلك المعلن عنها، وهي تخص فقط الأشخاص الذين تم تشخيصهم واكتشاف إصابتهم. وبالتالي فمع العدد القليل للتحاليل فمن الطبيعي أن تكون الأرقام المعلن عنها دائما أقل من الواقع، وهذا ما يقع في العالم كله.
وثانيا، من المنتظر في الأسابيع المقبلة أن تتعقد الحالة الوبائية بالمغرب وستتفاقم، كما أن الأرقام ستتصاعد بحكم صيرورة الوباء عالميا، والمغرب سيشهد انتشارا واسعا للوباء وارتفاعا لحالات الإنعاش!
وبخصوص النقطة الثالثة تجدر الإشارة إلى أن هناك سلالة جديدة للفيروس ( كورونا المتحورة). وقد تم تشخيص الحالة الأولى منها في المغرب، وهذا لا يعني أنه توجد حالة وحيدة في البلد؛ فمن المؤكد وجود حالات أخرى، لأنه منذ شهر شتنبر 2020 وهذه السلالة الجديدة موجودة بعد ظهورها في بريطانيا. وبالتالي، فلابد أن تكون قد تسللت حالات أخرى، وهذا ما يفرض علينا تشديد الإجراءات الإحترازية لمحاصرة هذه الحالات حتى لا تتفشى بسرعة. ونحن نقول مع ذلك إننا لا نستطيع منع دخول هذه الحالات بصفة نهائية.
ولكن الأساسي هو أن نعمل على تأخير وصولها حتى تمر الحملة الوطنية للتلقيح، ويمكننا القضاء على السلالة الجديدة والقديمة للفيروس.
وهذا يقودني إلى النقطة الرابعة المتعلقة بالجواب عن السؤال حول أسباب تمديد الإجراءات الاحترازية من طرف الحكومة. وأعتقد بأن إجراءات التمديد هذه يجب أن تكون، لماذا؟ لأن الحملة الوطنية التلقيح تفرض أن تمر في ظروف وبائية مستقرة. وكلما كانت هذه الظروف متوفرة كان الأمر إيجابيا، وذلك لاعتبارين اثنين:
أولا، سيتم تخفيف الضغط عن المنظومة الصحية كي تتفرغ للحملة الوطنية للتلقيح بشكل جيد.
وثانيا، كلما كانت الحالة الوبائية مستقرة مع احترام تام للإجراءات الاحترازية. وكلما كان معدل التكاثر خفيف، إلا وتمكنا من الوصول بشكل جيد وسريع للمناعة الجماعية.
ولهذا، فالمطلوب إذن هو أن نتحكم في الحالة الوبائية، ولا تطمئن كثيرا لاستقرار الأرقام، والاستمرار في الاحترازات كي نصل إلى أهدافنا.