الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الإله الجوهري: اللقاح الهندي وصل رغم أنف أعداء السينما الهندية

عبد الإله الجوهري: اللقاح الهندي وصل رغم أنف أعداء السينما الهندية عبد الإله الجوهري
 لطالما مدحت السينما الهندية، وتحدثت عن رموزها الكبار بدءا من المخرجين العظام: ساتياجيت راي ومارينال سن وغوبالا كريشنان وغاطاك. والمخرجين البوليوديين الشعبيين كمحبوب خان ونازر حسين وراميش سيبي وياش شبرا وكمال أمروحي وماهيش بهات. مرورا بالنجوم العظام من امثال ديليب كومار وراجيش خنا ودهارمندرا واميتاب باتشان، وآل خان، الثلاثي سلمان وعامر وشاهرو. كما نصحت من يريد تطهير الروح بضرورة الاستماع لرافي شانكار ومحمد رافع ولاتا منجشكار وآشا بهوسل وموكيش وكيشور كومار.
نعم دائما كنت أبشر بالهند وثقافة الهند وحضارة الهند، لكن الجميع، حتى من كنت أحسبهم أصدقائي وأحبائي،  كانوا يستهزؤون من حساسيتي الثقافية وذائقتي الفنية الإبداعية. ويضحكون ملئ شدوقهم، كلما اعتبرت الهند مهد الحضارة والنضارة والوجوه المشعة بالجمال والبهاء، وجوه كل من مينا كوماري ونرجس وهيما ماليني وشريديفي وكاجول ومادهوري ديكشيت وغيرهن كثير. بل هناك، بكل خسة، من وجد ذلك مدخلا للطعن في معارفي، واعتباري مجرد إنسان حالم غارق في تفاصيل حياة تشبه حياة ريشي كابور في فيلم "الحب هو الحياة" ومثالية شاشي كابور في شريط "اموت من أجل أمي" وعنجهية امجد خان في سلسلة أفلام بدءا بفيلم "شعلة" وانتهاءا ب"مقدر كسكندر".
لكن اليوم مع وصول اللقاح الهندي، معززا مكرما للمغرب، على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الملكية المغربية، أجدني جد  سعيد، وأنا أحس بصدق ما امنت به من قناعات، وجد منتشي وأنا أعاين العشرات ممن يعتبرون الهند مجرد بلد عبادة الأبقار والصراعات الطائفية والفقر المدقع، يمدون أذرعهم لتلقي لقاح مصنوع في مختبرات بومباي ونيودلهي وشيناي وحيد أراد، لقاح طوره آل كومار وآل كابور وآل ميهرا، وليس آل محمد أو آل بوعزة أو آل العياشي. لقاح سوقه لنا آل غاندي وآل ميهتا وآل شيتي وليس من يتراقص أمامنا وهو يحدثنا عن ثقافته الغربية الغارقة في الاستشهاد بمراجع لم يقرأ إلا ملخصاتها، وترديد أغاني انجليزية لا يفهم إلا بعض كلماتها، ونقد أفلام لم يشاهدها إلا مقرصنة، رغم أنه ينتقد فعل القرصنة في الندوات والمحاضرات ويعتبره عملا لا أخلاقيا...  
المهم من كل هذا الكلام، أن ثقافة الهند انتصرت كما انتصر المغرب، باعتباره أول بلد أفريقي عربي يمنح شعبه تلقيحا حقيقيا وبالمجان، نعم بالمجان، من غير أن يكون بلدا مالكا للنفط أو منتجا للغاز، أو يتقن بعض مواطنيه المزايدة على ساكني البلدان الصديقة والشقيقة والجيران. وكل الأعوام والمغرب في مقدمة البلدان، والسينما الهندية تدخل البهجة على الروح والوجدان.