الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عادل الزبيري: أوراق من عام الحزن المبين

عادل الزبيري: أوراق من عام الحزن المبين عادل الزبيري

أعترف أنني خسرت أناسا عرفتهم، غادرونا في غفلة مني، بعد أن استطاع فيروس كورونا من التغلب عليهم، فجاء قضاء ربي وقدره، بأن ساعة النهاية حانت.

 

واقعيا، حرمني الوباء من تقديم واجب العزاء حضوريا لأناس فقدوا عزيزا وحبيبا، والحمد لله أن وسائل الاتصال وصلت مستويات من التقدم، غير مسبوقة في التاريخ الإنساني الجماعي.

 

هذا وتستعد البشرية لطي سنة وبداية سنة أخرى، في أسوأ عام يمر على العالم، لربما منذ الحرب العالمية الثانية عسكريا، ومنذ انتشار الأنفلونزا الإسبانية في عشرينيات القرن العشرين وبائيا.

 

وتصر السنة الأولى من العشرية الثانية، من القرن الحادي والعشرين، على أن تترك أثرها فينا، جرحا عميقا في الذاكرة الجماعية البشرية، عبر جائحة فيروس كورونا، التي لا يبدو لها أفقا زمنيا للتراجع في الوقت الراهن.

 

يستحق العام 2020، لقب عام الحزن المبين، مات أكثر من مليون من الناس، بسبب وباء خرج عن السيطرة، ولا يزال لم يكشف بعد عن كل أسراره.

 

ففي توقيت كانت مؤشرات الأمل ترتفع بعد أن دخل اللقاح حيز التطبيق، فتأتي أخبار سيئة أخرى، مقدم 2021، يحمل سلالة جديدة من الكورونا.

 

يصعب على البشرية، ولو بعد عام كامل تقريبا، ممارسة رياضة التعايش مع فيروس كورونا؛ الناس تريد حياة اجتماعية عادية من جديد، واحتفالات بالأعياد الوطنية والدينية والشعبية، من جديد.

 

وفشل جزء من البشرية فوق كوكب الأرض، في تمرين الكمامة، باعتبارها سلاح وقاية، يمكن من مواجهة استباقية مع جائحة فيروس كورونا.

 

وتراهن البشرية على اللقاح من أجل الانعتاق من حالة تحول كوكب الأرض إلى سجن كبير، للخروج بأقل الخسائر.

 

ولكن في تقديري، إذا لم يظهر باستور القرن 21، لا يزال أمام البشرية مشوار طويل، يمتد لأشهر طويلة أخرى، قبل ترويض الجائحة، وتحويلها على الأقل إلى وباء، قبل التحكم الكامل.

 

ففي تاريخ الإنسانية، تسببت الانهيارات الكبرى، كدرس ذي عبر، في إعادة انطلاقة جديدة للجنس البشري.

 

لا يمكن تصور البشرية في حالة حجر صحي، وتباعد اجتماعي، وحظر تجول ليلي، وورقة للخروج، بدون أفق زمني يصنع بارقة الأمل.

 

في لغة كرة القدم، يقولون على فريق فشل في سنته الرياضية، إنها سنة للنسيان، وأعتقد أن العام 2020 هو سنة للتذكر طويلا، وللتأمل وللتفكر ولاستخلاص الدروس، من أجل الاستعداد لما قد تحمله رياح المستقبل القادم من جوائح.