الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

فؤاد بلمير : بعض التصريحات بشأن أحداث "عاشوراء " بالرباط اكتست طابع التضخيم

فؤاد بلمير : بعض التصريحات بشأن أحداث "عاشوراء " بالرباط اكتست طابع التضخيم فؤاد بلمير ومشهد من مواجهة شباب الرباط مع الامن في ليلة عاشوراء الاخيرة
قال فؤاد بلمير، باحث في علم الإجتماع في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" إن كل ما قيل حول أحداث الشغب التي اندلعت بالرباط على هامش الاحتفاء بمناسبة عاشوراء، والتي يقف خلفها بعض الشبان والأطفال تتضمن نوع من المبالغة والتضخيم في الأحداث، ومنطلق ذلك - يضيف - هو الغيرة على الوطن ورفض وشجب ما قام به هؤلاء، مضيفا بأن الأمر يتعلق بحدث معزول، ولم تكن تتوقع المصالح الأمنية بالعاصمة حدوثه، وإلا لكانت قد تصدت له بالطرق الملائمة للمحافظة على الأمن والطمأنينة والسكينة لفائدة ساكنة الرباط، مضيفا بأن بعض التصريحات التي تم التعبير عنها على خلفية هذه الأحداث تتسم بالغلو، وتعبر عن شعور بانعدام الأمن والآمان، وهو أمر مجانب للحقيقة على أرض الواقع.
وأشار بلمير، أن هذا النوع من السلوك المطبوع بالعدوانية الصادر من بعض الشبان تعرفه مجموعة من المدن والعواصم في مختلف بقاع العالم ويكون في الغالب بمناسبة الإحتفاء ببعض المناسبات، وخاصة في نهائيات وإقصائيات مباريات كرة القدم، وفي بعض المهرجانات الموسيقية، وهو الأمر الذي يخلف ردود فعل قوية من قبل المجتمع، لأنها ترى في ذلك تسيبا ومسا بهيبة الدولة.
وأضاف محاورنا قائلا : " على جميع المغاربة أن يعرفوا أننا نعيش في ظل دولة قوية وتتمتع بكل مقومات الدولة العصرية، كما أن هذا البلد مشهود له بالإستقرار السياسي، وهو ما يجعل دول كبرى عبر العالم لا تتردد في ربط علاقات اقتصادية وسياسية مع المغرب، وجعله شريكا قويا لها في المنطقة.." .
وقال إن واجب احترام القوات العمومية وعدم تعريض حياة المواطنين للخطر يتصدى له القانون، مضيفا بأن قوة الدولة تكمن في ثقة أبناء وبنات هذا البلد في المؤسسات الوطنية.
ودعا بلمير النخب المغربية إلى ترسيخ ثقافة الحقوق المقرونة بالواجبات، فما نسمعه اليوم- يضيف - في مختلف الفضاءات العمومية لا يتحدث إلا عن الحقوق، بل الأنكى من ذلك أنه تم إساءة فهم مضمون هذه الحقوق، فالتلميذ الذي يغش في المدرسة مثلا يعتبر ذلك حقا، وعدم احترام علامات المرور يعد في نظر البعض حقا، واحتلال الفضاءات العمومية يعد حقا لدى البعض الآخر..وهذه الثقافة خلقت نوع من التسيب داخل المجتمع المغربي – حسب محدثنا – وهنا تساءل سلطة المعرفة وسلطة القانون، فلو أصبحت سلطة القانون هي الفيصل في العلاقات بين أفراد المجتمع وبين المجتمع والدولة فمن المؤكد – يقول بلمير – سنكسب سنوات ضوئية ضمن مسار تطوير هذا المجتمع، مؤكدا أن التربية داخل مؤسسات التنشئة الإجتماعية هي الحل الوحيد لصناعة مواطن مغربي ومواطنة مغربية يتشبت بالمقومات الحضارية لهذه الأمة العريقة، ويشعر بالإنتماء لهذا الوطن، ويحترم مؤسسات الوطن، ويطالب بحقوقه في تجويد خدمات المرافق العمومية بالطرق الحضارية.