السبت 20 إبريل 2024
جالية

نجيب بنشريف : كورونا أحدث شرخا كبيرا بين المغرب ومواطنيه بالخارج

نجيب بنشريف : كورونا أحدث شرخا كبيرا بين المغرب ومواطنيه بالخارج نجيب بنشريف، ومشهد لمغاربة عالقين بالخارج
 
بالنسبة للسياسة المتبعة بخصوص المغاربة العالقين بالخارج ومغاربة العالم الذين يودون العودة إلى وطنهم أو زيارته،ألاحظ أن هناك غضبا عارما وسطهم لأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ملتبسة وغير واضحة وتؤكد عدم الاهتمام بهذه الفئة من المغاربة..
مثلا فرضت الحكومة المغربية عليهم فحصا طبيا وعلى نفقتهم؛ وقبل العودة إلى الوطن، علما أن مدة صلاحية الفحص لا تتعدى 48 ساعة..
فكيف لمواطنين مغاربة يسافرون بواسطة السيارة وعليهم أن يذهبوا إلى فرنسا لأخذ الباخرة من ميناء "سيت" قبل الوصول إلى مدينة طنجة. فالرحلة تتطلب أكثر من 48 ساعة مما يعني نهاية صلاحيته ضرورة إجراء فحص طبي ثان.
إضافة إلى هذا الضغط المادي والمعنوي،رفع المسؤولون بشكل عال من أسعار تذاكر الرحلات عبر الشركة الملكية للطيران "رام" وشركة العربية، وهي أسعار لا يقدر عليها أغلب المغاربة..وهناك أسر تتكون من عدة أفراد،فكيف تؤدي ثمن التذاكر الباهظة وتكلفة الفحص الطبي؟
والغريب أنه تم الفرض على مغاربة العالم عالقين أو غيرهم
السفر عبر هاتين الشركتين لأن المغرب لا يسمح بدخول طائرات دول أجنبية لأراضيه..
وأعرف عائلة بدبي سبق لها أن اقتنت تذاكر من شركة الإمارات للطيران لكن تم رفض سفرها مما اضطرها إلى إعادتها وانتظار الذي يأتي و لا يأتي..
هذا تعامل غير معقول و غير دقيق لأن إجراءات الحكومة المغربية طغت عليها العشوائية..
وأقول بكل تأكيد إن المغرب هو البلد الوحيد في العالم الذي فرض على مواطنيه شروطا أكثر من تعجيزية..
وأؤكد لكم أن هناك شعورا قويا بالإحباط والغضب وهو ما أحدث شرخا كبيرا بين مغاربة العالم والحكومة، هو ما سيأخذ وقتا طويلا لإصلاحه.
وكأن مغاربة العالم والعالقين بالخارج يمنون النفس ويأملون في رعاية وزير الخارجية لكنه زاد من إحباطهم عندما خرج ببلاغ غير واضح..
لقد كان على الوزير بوريطة أن يعقد مؤتمرا صحافيا ويشرح الإجراءات بتفصيل لإطلاع المغاربة بالخارج والتواصل معهم عبر معلومة شفافة و مطمئنة..
وكان على الوزير أن يقول لنا بوضوح:بلدكم المغرب لا يريد استقبالكم وينقذنا من التيه والضياع..
وأود أن أشير أيضا إلى نقطة أساسية يجب النظر فيها باستعجال هي قضية المغربيات العالقات المنسيات باسبانيا وخاصة باقيلم ويلفا..وكان هؤلاء النساء تعملن في حقول التوت بموجب اتفاق بين المغرب واسبانيا.. إنهن مواطنات مغربيات
عالقات بدون أدنى اهتمام،وهذه مسؤولية أخلاقية وسياسية..
ولما يئسن من رد فعل الحكومة، وجهن نداء إلى جلالة الملك وإلى رئيس الحكومة للنظر في قضيتهن وحلها في أسرع وقت..
ختاما أقول، في زمن كورونا، ركز المسؤولون على ما يجري داخل المغرب ونسوا أو تناسوا أن هناك مغاربة خارج الوطن لهم نفس الحقوق وليسوا فقط مصدرا للعملة..
نجيب بنشريف، إعلامي مغربي مقيم بدبي و عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج