السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

يوسف غريب: بؤرة للاّ ميمونة.. لن ترعبنا

يوسف غريب: بؤرة للاّ ميمونة.. لن ترعبنا يوسف غريب
" ظهور بؤر وبائية.. يجب أن لا نستهين بها.. لكن أيضاً يجب أن لا تخيفنا.. أو ترعبنا" 
هذا التصريح للسيد وزير الدّاخلية أحد العناصر الأساسية في الخلية المركزية التى دبّرت مراحل الأزمة الوبائية..مما يجعل تصريحه وما يحمل من اطمئنان ذات أهميّة قصوى تخفّف من هذا الهلع والخوف الذي خلقته لنا بؤرة للّ ميمونة.. 
بل وما يحمل أيضا من مصداقية بدليل أن نفس الوزير صرّح في البرلمان قبل شهرين بما يلي :
(نحن في سفينة واحدة.. إمّا أن ننجو جميعا.. أو أن نغرق جميعا..).. 
وقتها كانت آيادينا جميعا على قلوبنا ونحن نتابع أخبار أنظمة صحية أوروبية وغيرها تنهار أمام سرعة  الانتشار للوباء والعجز التام لمسؤوليهم في تدارك الأمر ومعالجته.. حتى كدنا أن نتقاسم مع المسؤول الإيطالي قولته المشهورة إلى عموم مواطنيه (لم يبقى لنا إلاّ السّماء..) أو ذاك الذي أوصاهم بتوديع أقاربهم ببريطانيا.. وووو 
قبل شهرين وأكثر كنّا هنا.. نتابع وضعنا الوبائي عبر  الندوات المسائية...ولا نسمع الا عدد الوفيات.. مع قلة عدد الكشوفات ليرتفع منسوب الهلع والرعب مع كل مساء.. 
هي وضعيتنا قبل شهرين وأكثر… لينبعث مغرب آخر من رحم هذه الأزمة الوبائية العالمية ويتأسس صندوق الدّعم في زمن قياسي.. وتبنى المستشفيات الميدانية المجهّزة بأحدث الوسائل ذات الصلة بالوباء.. وينزل جيشنا الأبي بكل خبراته وخبرائه إلى الميدان… ويُعتمد عقار الكلوروكين كعلاج للفيروس من طرف الطاقم الطبي المغربي باعتباره قراراً سيّادياً مستقلاً عن كل التأثيرات والضغوطات الدولية بمافيها منظمة الصحة العالمية التي عادت لتزكي قرارنا الوطني… ليرتفع بذلك عدد المتعافين.. 
من رحم الأزمة وفي سقف قياسي بدأنا لا نصدّر الكمامات فقط وأدوية التعقيم فحسب بل انتقلنا إلى مرحلة الاختراعات الطبية وغيرها.. ليزداد  الاعتزاز والافتخار بهذا الوطن ونحن نتابع كيف تراجع رئيس الدولة الأمريكية إلى الجانب كي يعطى الكلمة لرئيس اللجنة المشرفة على إنتاج لقاح للوباء.. وأكيد أن العالم كله قد لا يعرف المغرب لكنه يعرف أمريكا والبيت الأبيض.. وأكيد أيضا أن أغلبية ساكنة المعمورة قد تحرك ( گوگل) للبحث عن موقع المغرب بعد كلمة العالم المغربي منصف السلاوي...لنجد  أنفسنا  أننا نصدّر الصناعة المعرفية أيضا باعتباره حاصل على بكالوريا مغربية أصل كل الشهادات الأكاديمية الأخرى.. 
كل هذا المسار الذي بدأنا يوم 7 مارس 2020 وما نحن عليه الآن يؤكد بالملموس أن بؤرة للا ميمونة وبثقلها العددي لن ترعبنا ولن تخيفنا بالمرة أمام هذه القدرة على التدخل لدى الدولة في احتواء البؤرة من بينها إحداث مستشفى ميداني بالمنطقة وبهذه السرعة في الإنجاز والتجهيز...مع التأكيد على أهمية قرار التجميع لعموم المصابين كتدبير استثنائي عالميا.. 
لن يرعبنا الفيروس بعد الآن.. ونحن في آخر الدول في عدد الوفيات.. وسط محيط جغرافي ملتهب بهذا الوباء.. 
لن يستطيع أن يرهب ويخيف الفيروس بلداً كان إلى حدود شهرين يستورد حاجياته الطبية.. ليتصدّر اسمه كل الصحف العالمية وبمبادرته اتجاه الدول الافريقية ومن صنع مغربي… 
هي المعطيات وأخرى جعلت وزير الداخلية المغربية يؤكد على عدم الخوف من هذه البؤر المفاجئة الآن.. 
فالوضع في المغرب مختلف كما في بداية الأزمة الوبائية.. 
نعم مختلف.. وخاصّة الجانب المتعلق باكتشاف ذواتنا وقدرتها على تجاوز الأزمات والكوارث والأوبئة بفضل هذه اللحمة الوطنية العالية وبكل قيمها التضامنية والتآزرية… وتحت سقف راية احتمينا بها جميعا.. ذات وباء.. 
فحمداً لله الذي ألْهمَ قيادتنا القرار السديد بحماية الشعب على حساب اقتصاده.. 
شكرا  لجلالة الملك وبهذه القيادة الرشيدة للأزمة.. 
وقبلة حارة على جبين كل الأطقم الادارية والطبية الموجودة في طليعة هذه المعركة.. 
وهنيئا لنا على هذا الانتصار الجماعي وبأقل الخسائر.. 
لا رعب بعد اليوم.. أمام كل الفيروسات القادمة..
فكورونا استطاعت أن تقهر الدول.. 
لكنّها عجزت عن إقهار الأمم.. 
فلنفتخر بهذه الأمّة المغربية.. وبهذا البلد الأمين.. وبلطفه الربّاني علينا مختزل في قوله تعالى.. 
( ٱلَّذِىٓ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍۢ وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)