الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

صرخة أب: باشا اليوسفية يمنع رخصة تنقل ابني الطالب/ الطبيب لمراكش

صرخة أب: باشا اليوسفية يمنع رخصة تنقل ابني الطالب/ الطبيب لمراكش مصطفى القاصح ومشهد من مدينة اليوسفية

توصلت جريدة "أنفاس بريس" بنسخة من رسالة الأستاذ مصطفى القاصح، القاطن بمدينة اليوسفية، يسرد فيها مجموعة من الوقائع وتفاصيل محزنة تنتقد العمل الإداري البيروقراطي في ظل جائحة كورونا، جاء فيها:

 

تقدمت البارحة للباشوية من أجل الحصول على رخصة تنقل ابني الطالب الطبيب لمدينة مراكش؛ والسبب الملح في هذا الإجراء الاستثنائي يتعلق بـ "كونه مستدعى للتكوين السريري قبل الامتحانات".

 

وأوضح الأستاذ القاصح، في رسالته، بأن أحد الموظفين بباشوية المدينة بعد "التثبت من ملف وثائق الترخيص المستعجل" طلب مني "الرجوع مساء لتسلمها بدعوى أن السيد الباشا لم يحضر بعد علما أن الساعة كانت العاشرة صباحا ... ليوقعها". "رجعت مساء الجمعة 19 يونيو 2020، لأفاجأ بالإدارة موصدة الأبواب، طرقت بابها الخشبي، فتحه مشكورا رجل أمن ينتمي للقوات المساعدة... أبلغته طلبي ووضحت له أمر مجيئي"، يقول أب الطبيب المقبل على الامتحان السريري.

 

ويستطرد موضحا بأن عنصر القوات المساعدة "أجابني أن وثيقتي لم تنجز. وليس لها أثر. بل أفشى لي سرا عندما أخبرني أن المسؤول الأول سافر إلى الرباط لنقل رحيله واستقدام عائلته... وأن أمر وثيقة التنقل العاجلة للطالب الطبيب في خبر كان... وعلي أن أنسى أمرها إلى يوم الاثنين 22 يونيو 2020..."، طبعا "إن تفضل السيد المسؤول وقبل توقيعها".

 

خاطبه بالقول حسب الرسالة "لقد التزم موظف الإدارة بإنجاز الرخصة وبأن تسليمها سيتم مساء يوم الجمعة 19 يونيو 2020". ووفق مضمون ذات الرسالة التي عبر فيها القاصح عن قلقه، أكد بأن العنصر قال له بعظمة لسانه "انسى الوثيقة.. لا يوجد أحد اليوم وغدا السبت".

 

واستشهد في رسالته قائلا: "صادف حديثي مع السادة حراس الأمن وجود أستاذ زميل مدرس الفرنسية، وعلم بحالي فواساني بكلمة، اذهب بابنك واذا ما اعترضك حاجز أمني اخبرهم أنك لم تجد من يسلمك وثيقة تنقل استثنائية لابنك الطالب الطبيب المطالب بالحضور للكلية من أجل سحب مطبوعات تتعلق بالامتحانات المقبل عليها بعد أسبوع، وإن منعت اطلب منهم أن يحملوه حتى ولو بلغ الأمر تمكين متطوع من مصاريف لنقله".

 

"اعتبرت رأيه مزحة، ورأيت في الواقعة غبنا، وتساءلت، لماذا يفعل هذا بوطني؟ أيستحق مغربي، بلدي، إدارتي... أن يعمل بهم هكذا عمل؟ ما ذنب وطني أن لا يتمتع بإدارة تحترم إرادة الفرد وتسعى إلى أن تكون مواطنة تحت مظلة القانون؟ ما السبب أن تسلم وثيقة لطالبها وهو الممتلك لدوافع رسمية سندها قانوني مرجعياته متعدد.. من بلاغ وزيري حدد تواريخ امتحانات كلية الطب، إلى سند جامعي تبنته وزارة الصحة ؟"، يتساءل أب الطالب الطبيب المقبل على امتحان مصيري في مساره التعليمي.

 

وأردف قائلا: "إذا جاز للسيد المسؤول التنقل، فما الذي يمنع طالبا طبيبا أن يتنقل لكليته استعدادا للامتحان النهائي؟".

 

هذه صرخة أب رأى فيما حصل استهتارا بمطالب المواطنين في زمن استثنائي. ليبقى السؤال -حسبه-  إذا كان لزاما غياب المسؤول عن توقيع هذه الرخص، فلم لم يفوض من يوقعها بدله؟ وإن مرض مواطن وتدهورت حالته.. فهل سينتظر بآلامه أياما ليتسلم الوثيقة، أو يسلم الروح إلى بارئها.

 

وختم رسالته قائلا: "صرختي هذه نداء لمحاسبة كل متهاون أو متخاذل، أو متكالب على واجب مهني وطني عطل به أمر جلل، أو حاجة ملحاحة... الذين يودون التنقل لا تدفعهم رغبة الاستمتاع، بل قضاء الحاجة ضدا في الخوف؟"