الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

بنسعيد الركيبي: الحجر الصحي فرضه الكبار.. وسيؤدي فاتورته الأطفال

بنسعيد الركيبي: الحجر الصحي فرضه الكبار.. وسيؤدي فاتورته الأطفال بنسعيد الركيبي

 الواقع أن أطفال المدن هم الأكثر تأثرا بالحجر الصحي، نظرا للإجراءات المتشددة التي وظفت لها الدولة كل أعوانها...على عكس أطفال القرى والبوادي الذين ظلوا يتمتعون بنوع من الحرية مقارنة بأقرانهم في الحواضر... ويذكرنا هذا بظروف أطفال المدن خلال الحرب العالمية الثانية الذين عاشوا في الملاجئ ولم يكن الخلاص إلاّ بنقلهم إلى الجبال والبوادي بهدف التخفيف عنهم من وطأة الضغط النفسي الرهيب..

 

يخطئ البعض ممن يعتقدون أن الأطفال يعيشون حاليا عطلة طويلة لأن أبواب المدارس مغلقة، ذلك أن التفكير بهذا المنطق يجعل التلميذ في مرتبة السجين الذي يقضي عقوبة يتغير فيها نظام حياته وتؤثر على توازنه النفسي والعاطفي.. وستظهر نتائج هذا الاعتقال القسري عند العودة إلى المدرسة لتعكسها حالات سلوكية من قبيل الشرود والانطواء والعدوانية المفرطة وفقد الثقة والخوف من الجماعة باعتبارها مصدرا للأخطار ولربما النفور من المدرسة باعتبارها فضاء يسلبه حريته ويكرهه على التقيد بقواعد تذكره بفترة الحجر البغيض...

 

ألم يطلب من (الطفل في زمن الحجر) الحذر من الأفراد والابتعاد عنهم التزاما بمسافة الأمان...؟ إنها بنية سيكولوجية تأثرت وربما انهارت تحت ضغط حجر قهري لم يرحم هشاشة هذه الفئة..

 

فإذا كانت عودة الأطفال إلى مدارسهم ليست بالأمر الهين عليهم وعلى أسرهم ولا بالحدث اليسير والسلس في الظروف العادية، فكيف ستكون في ظروف كهاته التي يمكن لا قدر الله أن ترخي بظلالها على عودتهم إلى المدارس!؟

 

العطلة تعني أن يتحرر الطفل من نظام مثقل بالواجبات والمحظورات والممنوعات...

 

-  بنسعيد الركيبي،  فاعل تربوي